أخبار المهتدين
پنجشنبه 22 آذر 1403
إخواني وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن اسطر لكم رحلتي من مذهب آبائي وأجدادي مذهب الشيعة,,
إلى مذهب أهل السنة والجماعة...
وأحببت أن تشاركوني في قراءة اسطر حياتي وتجاربي مع الشيعة,,,
قد يحوي الموضوع على بعض التفاصيل التي لا يرى فيها أحدكم المولود من أم وأب من أهل السنة قد لا ترون فيها فائدة من ذكرها...
ولكني أقول لكم أرجوكم اتركوا أحشائي تتكلم وافسحوا المجال لذاكرتي أن تسترجع تلك الأيام والليالي التي عشتها مسبلاً يدي في الصلاة ماسحاً على رجلي في الوضوء وساجدا على التربة الحسينية...اتركوني أروي لكم قصتي...إخوتي وأخواتي الكرام...
جـــــــــــــــزء ( 1 )
رأيت النور
ولدت في عائلة شيعية ميسورة الحال في عاصمة الرشيد بغداد...
لو اطلعت على اسمي واسم أبي واسم جدي فلا تترد لحظة واحدة في الحكم علي شيعيتي...
كلها أسماء شيعية ومنها ومع الأسف أسماء شركيه تنسب فيها العبودية لغير الله وهذه ظاهرة طبيعية عند الشيعة كأن يسمون بأسماء أمثال:
عبد الحسين وعبد الحسن وعبد الزهرة
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم....
كنت فخوراً بشيعيتي !!
ترعرعت في بيئة شيعية تعتبر التشيع وساما على الصدر بغض النظر عن كون الشيعي ملتزم بمذهبه أم لا؟؟...
المهم أن يقول أنا شيعي....
وعلى هذا الأساس كنت فخورا بكوني شيعي رغم عدم التزامي بعد أن بلغت سن الحلم...
المهم ان اسم عائلتي كان من العوائل الشيعية العريقة والمحترمة في بغداد...وهذا يكفيني فخرا.. هكذا كان يوسوس الشيطان لي...
المنطقة التي كنت اسكن فيها تعتبر من أرقي إحياء بغداد وكان غالبية أهلها من أهل السنة وكان فيها مسجد كبير بناه أهل المنطقة من تبرعاتهم الخاصة حيث كان غالبيتهم ميسوري الحال...
ولم يكن بفضل الله أية حسينية للشيعة في منطقتنا...لم أكن اهتم بوجود المسجد أصلا وكان الأذان يرتفع وكأني لا اسمعه..
كل ما كان يهمني هو الحفاظ على شيعيتي والظهور بمظهر الفخور بها...حتى كنت احفر على مقعد الدراسة الخشبي في المدرسة لقب عائلتنا الشيعية وكان المدرس وهو سني يغضب كثيرا من ذلك الفعل.. كنت لا أصاحب إلا الشيعة سواء في منطقتنا أم في المدرسة..
عاشوراء الأسود... أكرهه !!
كان والدي رغم كونه من حملة الشهادات العليا يُصر على أخذنا تقريبا كل سنة إلى الكاظمية ,,
والكاظمية هي منطقة في مدينة بغداد فيها قبر إمام الشيعة السابع موسى الكاظم والتاسع محمد الجواد...
يأخذنا لنحضر مراسيم عاشوراء حيث يجتمع الآلاف من شيعة بغداد يشاهدون ما يسمى عند الشيعة بالتشبيه, وكلمة التشابية جاءت من تشبية او تمثيل معركة كربلاء إمام الناس...... الحاضرون كلهم يلبسون السواد ويعيبون على أي شيعي يلبس غير السواد ..
في أرض مفتوحة تنصب خيم معسكر الحسين وعلى مقربة يتجمع جيش (يزيد) كما يقولون يرتدي جنوده اللباس الأحمر الغامق..
أما جيش الحسين فيرتدون اللباس الأخضر ويؤتى ببنات وأولاد صغار على أنهم عائلة وأبناء وأقرباء الحسين...
ثم يأتون بحصان ابيض جميل على انه حصان الحسين...كل هذه الأجواء تمثل تحت أصوات مرتفعة من مكبرات الصوت حيث يقرأ القارئ القصة كما هي في كتب الشيعة ويروي شجاعات خيالية لمقاتلي جيش الحسين ولعن وسب وشتم لجيش يزيد...
وبينما الناس يستمعون لهذا الصوت الحزين صوت القارئ يمثل المشاركين المعركة أمام الحاضرين...يأتي جمع من جيش (يزيد ) فيقوم بإحراق الخيام ويقوم الأطفال بالهرب من داخلها صارخين...
وعندما تصل المعركة إلى قتل الحسين يتعالى الصراخ المخيف.. والله ذلك الصراخ والأجواء كانت تبقى في بالي فترة طويلة بعد عاشوراء وكأنها فلم رعب يعاد أمامي كل مرة....وعندما يمر الشمر الذي قتل الحسين يبدأ الحاضرون بضربه بكافة الأسلحة المتوفرة من أحذية ونعال وحجر وما احتوت عليه أيادي الحاضرين وفي الكثير من الأحيان يصاب الشمر بجروح في رأسه وجسمه.......
ثم يأتي حشد من الرجال يضربون ظهورهم بسلاسل معدنية حتى تدمى تلك الظهور... وعدد السلاسل وكثرتها تدل على عظم الأجر الذي يحصل علية المشارك في ضرب السلاسل...
وفوج آخر يضرب بأيديهم على صدورهم حتى تحمر الصدور.. ثم تأتي المصيبة وهي التطبير والوالد كان لا يسمح لنا بمشاهدة التطيير والدماء عندما كنا صغار السن لبشاعة المنظر.... سبحان الله وهل ينبغي أن يوجد في الإسلام شيئا بشعاً لهذه الدرجة..
عبارة كانت تتردد في بالي عندما كبرت بعض الشئ.... وعندما نعود إلى البيت أرى النساء وقد احمرت عيونهن من البكاء..
الكل حزين الكل يبكي على رجل قتل قبل ما يقارب من قرن ونصف.. الويل كل الويل لمن يتجرأ بقول نكتة أو يضحك بصوت مرتفع في تلك الأيام ...
في بعض الأعوام كنا نذهب إلى مدينة كربلاء حيث كان للعائلة دار مخصص لزوار الحسين من أفراد العائلة ونبقى هناك يومين او ثلاثة وبعد انتهاء مناسبة عاشوراء كنا نعود إلى بغداد....
لا اخفي عليكم كانت تلك الفترة, فترة عاشوراء , من أصعب الفترات خلال السنة حيث كنت أتمنى أن لا تأتي أبدا نظرا لكرهي لها فقد طبعت في منذ صغري أن مذهب الشيعة كله عبارة عن بكاء ولطم وصياح ودماء... صورة طبعت في مخيلتي منذ نعومة اظافري....
يتبـــــــــــــع>>>>>
**********