الحوار الذي دار بين الدكتور الشيعي والطالبة الشيعية..حوار جدير بالتأمل

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

بينما كنت منهمكاً في إعداد إحدى المحاضرات إذا بإحدى الطالبات تستأذن في الدخول..
وما أن أذنت لها حتى دخلت ومعها صويحباتها .


ولم يترك لي المجال لأسألها عن حاجتها فقد ابتدرتني قائله:

لم يتنكر الأنسأن لعقيدة آبائه وأجداده التي تربي عليها؟ 

 وهل هناك شيء في الدنيا يستحق أن يغير الإنسان عقيدته من اجله ??..


أن سؤالا عاما كهذا لا يمكن إجابته الا بصورة عامة ولم اشأ أن اسألها عن مصدر علمها أني غيرت عقيدتي لكن لم أكن أتوقع منها هذا السؤال

وكذلك لم أظهر أي علامة استنكار في إجابتي .. فظنت أنني أنتظر توضيحا

فقلت
 هلا خصصت سؤالك ووضحت مأربك ؟

قالت:

لكي أوضح لك السؤال , لماذا غيرت عقيدتك أنت ؟ 
وأجبتها:
لقد بحثت عن الحق في بطون الكتب وفي نقاشات السادة والعلماء ومن الأشرطة حتى شرح الله صدري لما أنا عليه الآن .
وهو الذي أرجو أن يكون ما كأن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والذي أرجو أن يتوفاني عليه..

قالت:
ولكن ألا تظن أن أصدقاؤك وزوجتك هم الذين اثروا عليك؟

لم أشأ أن أجيب على هذا التساؤل فطرحت سؤالاً آخر ..
هل تريدين أن تصلي إلى الحق؟
تعالي نناقش بعض ما أنت عليه من عقائد??

أنت تعتقدين أن الصحابة جميعا ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أو خمسة أليس كذلك ؟
قالت:
لنفترض أن ما قلته صحيح ..

قلت:
كيف يتزوج رسولك بابنة رجل منافق يكفر بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟
إن احدنا نحن الرجال اذا سمع أن هناك سيء الأخلاق والسمعة - لا منافق ولا كافر فإنه لا يفكر بالاقتران بابنته فكيف ترضين ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل ومع اثنين من زوجاته رضوان الله عليهم أجمعين ؟!

ثم كيف يصف تبارك وتعالى أبوبكر بالصحبة في قوله ..

"اذا يقول لصاحبه لا تحزن "

 وتقولين أنه منافق .. أن إنكار صحبة أبي بكر رضي الله عنه كفر لأنه إنكار لشيء من القرآن.
قالت بثقة:
ولكن كلمة صاحب لا تعني صحبة الألفة والمحبة دائما بل قد تكون صحبة مكان كما قال تعالى في قصة يوسف:

 "يا صاحبي السجن"..

 فهل أصحاب سجن يوسف كانوا صحابة له. 
أجبتها:
وهل حقا تظنين أن الصحبة التي ذكرت في حق أبي بكر كتلك الني ذكرت لأصحاب يوسف .. وهل كان مخيرا في أن يدخل السجن او لا يدخل ليصاحب أولئك صحبة مكان
ثم كيف يقترن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برجل يرتد بعد موته ..
ام أنه كان يجهل كل هذه المساوئ في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما .. وعلمهما غيره من البشر ..
ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة أن دخلا الجنة.


قاطعتني قائلة:
لم أرد أن أناقشك في الصحابة ولكن سؤالي كان عن سبب تغيير عقيدتك ؟

فقلت:
بل هذا الأمر من صلب العقيدة ..
فمن نقل لنا القرآن . ومن نقل لنا السنة ..
إننا إن قلنا أن الصحابة كفروا أو ارتدوا فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين أيدينا.
وقد طعن كثيرون في صحته في أمهات الكتب المعتمدة عندهم. فكل ما نعتقده باطل لأن الكافر ليس أهلا بنقل شيء من الأخبار.

قالت:
وهل تنكر أنت الإمامة؟

قلت:
أن كنت تعنين الإمامة بمعنى الصلاح والتفضيل بالتقوى والإيمان فإني أثبتها لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وزين العابدين والصادق رضوان الله عليهم أجمعين .. أما أن كنت تردين بالإمامة تلك المنزلة التي تؤهل الإمام أن يتصرف في الكون كيف يشاء ويعلم الغيب ويبلغ مراتب الرسل والملائكة المقربين .. فأني لا اثبت هذا الأمر .. وسيد الأئمة وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن له تصريف شيء في هذا الكون.. ولم يكن يعلم الغيب لقوله تعالى:

" ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء".

 فأي إمامة تردين؟
قالت:
لنرجع الى موضوع العقيدة؟

قلت:
ابدئي من حيث شئت .
تردين أن نبدأ بقضية الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته?

 ام الإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم?

 أم الإيمان بالقرآن? .
قالت:
ظننت أننا متفقون في قضايا الإيمان بالله والرسول والقرآن؟

قلت:
هذا مجرد ظن .
فالعقيدة المسطرة في أمهات الكتب التي تعتبرينها مراجع صحيحة تناقض العقيدة المسطرة في الكتب التي اعتبرها أنا مراجع صحيحة ولهذا الاختلاف في المراجع ارتأيت أن نبني نقاشنا على شيء نتفق عليه ..
فأن كنت تؤمنين بأن كتاب الله مرجع ..
فإني سأثبت لك أن تلك المراجع المعتمدة تخالف ما في القرآن..
وأن كنت تعتقدين أن القرآن الذي بين أيدينا محرف .. فإني سأثبت لك بالعقل أن ما أنت عليه لا يتفق والفطرة السليمة.

قالت مقاطعة:
ولكني اعتقد أن هذا القرآن غير محرف وصحيح ولا غبار عليه بع هذه عقيدة كل مسلم.

قلت:
فإن اخترت لك حديثا صحيحا صريحا في احد مراجعك يقول أن هذا القرآن محرف ..

ترددت قليلا ثم قالت:

 لعلك لم تفهم معنى الحديث كما ينبغي
قلت:
بل سألحق الحديث بشرح صاحب الكتاب واخذ شرحه هو لا شرحي أنا .

قالت:
في أي كتاب هذا؟

قلت:
هذه مشكلتك ومشكلة الكثيرين .. أنهم لا يعرفون أصول دينهم وما تحويه مراجعهم المعتمدة عند علمائهم ..
اقرئي حديث كذا في صفحة كذا من كتاب كذا.. للعالم كذا. واقرئي ما سطر في كتابه صفحة كذا.. وعندما تتيقنين أن ما أقول لك موجود.. عندئذ نستطيع أن نكمل النقاش
..


انتـــــــهى الحــــــــوار