ثم وجدت بارقة الأمل ...جزء 3/4

 

جــــزء3

 

 

رزقنا الله أول مولود في تاريخ  3/8/1410هـ

 

كم كنت أتمنى أن أكنى بأبي عبد الرحمن.. لكن ( أخوة ) لي من  أهل السنة والجماعة من مدينة الدمام تعرفتُ عليهم أو هم تعرفوا  علي ..   نصحوني أن لا أسميه عبد الرحمن .. بحجة أنني لو أسميته عبد  الرحمن فلن يكون بمقدوري عودة العلاقة بيني وبين أهلي..(  لأن الشيعة يكرهون اسم عبد الرحمن ) ولم تكن مجرد نصيحة بل  ألحوا عليّ أن لا اسميه  ..استجبتُ لنصيحتهم ولكن أصابتني الحسرة على الكنية التي لطالما  انتظرتها .. فتخيرتُ له أسم محمد..كانت أمنية عظيمة لي أن أكنى بأبي عبد  الرحمن..وأهم الأسباب التي جعلتني أحب اسم عبد الرحمن  : 

1-  أختار الله هذا الاسم ليبدأ به كل سور القرآن ( بسم الله  الرحمن الرحيم

2-سورة من القرآن أسمها سورة الرحمن

 3- حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أحب الأسماء إلى الله عبد  الله وعبد الرحمن  أو كما قال عليه الصلاة والسلام..ويعلم الله أنني ما اخترت هذا الاسم لأن الشيعة تكرهه .. ولا عنادا لهم .. فلماذا سرقت مني هذه الكنية .. لعل أحداً يسأل من سرقها ..

رزقني الله بمولود آخر سنة 1418هـ وأسميته عبد الرحمن ولله الحمد..

أما الكنية فقد ذهبت ولن تعود .. نعم أسم ( محمد ) هو بلا شك اسم عزيز على كل مسلم وكنية أبو محمد هي كنية غالية عندي ... ولكني كنت أنتظر على أحر من الجمر أن أكنى بأبي عبد الرحمن .. فلماذا سرقت مني هذه الكنية.. حسبي الله ونعم الوكيل..

وبداية الجراح 1411هـ

الجرح الأول :

وبعون الله وحده سبحانه ..حصلت على وظيفة في مؤسسة حكومية أخرى وبنفس الميزات ولكن في مدينة الدمام هذه المرة في الشهر الأخير من سنة 1410هـ ولكن .. ومطلع سنة 1411هـ بدأت أتعرف على أخوة حقيقيين لي من أهل السنة والجماعة من رأس تنورة وآخرون من نفس البلدة التي كنت فيها كان أكثرهم مصريون

... محمد ألغامدي من رأس تنورة كان أخاً حقاً وصدقاً فجزاه الله كل الخير

وبينما كنت في طريقي إلى العمل حصل لي حادث مروري خرجتُ منه ولله الحمد والمنة سليماً معافا.. أما السيارة فقد أصبحت غير صالحة للاستعمال.. 

لن أحدثكم عن معاناتي في ذهابي إلى العمل وإيابي منه فربما حتى لو حدثتكم عنه لن تشعروا به ( عذراً) بقيتُ قرابة ثلاثة أشهر بدون وسيلة مواصلات ( سيارة ) أشفق علي عمي والد زوجتي وأعطاني إحدى سياراته لمدة ثلاثة أيام فقط .. أخذها مني عندما رآها عند مسجد أهل السنة والجماعة في بلدتنا..طلبت زوجتي من أهلها مبلغ من المال ( دين ) حيث كانوا ميسورين الحال .. فرفض الطلب رفضاً قاطعاً

بعدها أتى إلي الأخ الفاضل محمد الغامدي بمبلغ من المال وكان بعد العسر يسرين ولله الحمد والمنة..

 ما آلمني قد آلمني... وما جرحني قد جرحني ..فربما آلم يزول .. وربما جرح يلتئم..

 

إلى كل من يقرأ قصتي هذه من أولها لآخرها .لا يتبادر إلى ذهنك أخي الحبيب أنها شيء من الخيال .. لا وألف لا .. لا والله الذي لا إله غيره .

إنها ليست شيء من الخيال .. بل هي والله حقيقة .. وأعوذ بالله أن أزكي نفسي بشيء ..

ولا أدعي أن هذا إبتلاء لا يبتلى به أحد غيري لا والله .. بل أنا أعلم يقينا ولله الحمد والمنة أن هناك من هم مبتلون بأشد الابتلاء مني ..وإن ابتليت أنا بشيء فما ذاك إلا لكثرة ذنوبي التي أرجو الله عز وجل أن يغفرها لي وأن يشملني الله بعفوه ورحمته سبحانه وتعالى ...فأن قرأتم أو ستقرؤون فيما تبقى منها ما يضجركم أخوتي وأحبتي ..

فتجاوزوه تجاوز الله عني وعنكم .. فما أنا إلا أخطو أولى خطواتي نحو ما عندكم من فضيلة وعلم .. وما أنا إلا قزم بين عمالقة .

أسئله عز وجل أن يعلمني ما ينفعني وينفعني بما علمني .. وأن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .. اللهم آمين..

لا أم ولا أب .. لا أخ ولا أخت .. ولا شافي إلا الله الذي لا إله إلا هو

بعد منتصف سنة 1411هـ

عدت من المسجد بعد صلاة المغرب وإذا بدوار أول مرة أشعر به ..

قلت لعل ضغطي منخفض .. أو ربما صداع يزول بحبة بندول.. أو ربما هو دوار عرضي ثم يزول.. لا يهم إذا وصلتُ بإذن الله سأجد له علاجاً .. وواصلتُ السير حتى وصلت.. دخلتُ المنزل..ازداد الدوار إلى أن سقطت على الأرض فلم أستطع الوقوف .. أخذتُ سماعة الهاتف واتصلت وانتظرت لكن لم يأتي أحد.لا أم ولا أب.. لا أخ ولا أخت.. لا عم ولا ابن عم ..لا جار ولا صديق .. لا أحد لا أحد .. إلا الواحد الأحد وكفى به سبحانه شافياً معافياً.. معيناً مغيثا..

ظننته الموت..

أحسست بالموت .. فقلت الموت حق علينا .. ولكن زوجتي وولدي من يرعاهما بعدي.. فقلتُ الله لن يضيعهم

أأستسلم للموت.... لا والله لن أستسلم فربما ليست ساعة الأجل.. ولن أعتمد إلا على الواحد الأحد الفرد الصمد.. سأخرج ولو زحفاً.. نعم خرجتُ زاحفاً.. خرجتُ زاحفاً بعد أن يئستُ من أن يأتي أحد أو لا يأتي .

. وصلتُ إلى باب المنزل المؤدي إلى الطريق.. فإذا بأحد المارة ( باكستاني الجنسية )

.. توقف بسيارته ثم أتى إليّ فحملني ووضعني في سيارته وأخذني إلى المستشفى مغمى عليّ.. أتى إلى المستشفى أحد أخوتي في الله من مدينة رأس تنورة ( محمد الغامدي)استيقظت في المستشفى على صوته..أسمعه يقول لهم أعملوا له غسيل معدة ..ردوا عليه : نحن لا نعلم ما به بعد فكيف نعمل له غسيل معدة ..أصر عليهم بعمل غسيل معدة ..قاموا بعد ذلك بعمل غسيل للمعدة ..

فبرأت بحمد الله وفضله ومنه وكرمه ورحمته ولطفه وعفوه وحده سبحانه

 

عـــــــائـــــشة ....عــــــــائـــــــشة

 

عائشة .. عائشة هذا هو اسمها رضي من رضي وغضب من غضب

بدأت معاملة أهل البلدة لي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم .

. ولن أحدثكم عنها الآن .. فهذا موضوع عائشة وهو موضوع ذا شجون بالنسبة لي .. فسبحان من يغير ولا يتغير..وسبحان مقلب القلوب .. يقلبها كيف يشاء اللهم ثبت قلوبنا على دينك...وسبحان من يبدل الكره حباً والحب كرها ..نعم أخوتي وأحبتي ..نعم والله كنتُ أكره أم المؤمنين عائشة الطاهرة المطهرة الصديقة ابنة الصديق ..اللهم أغفر لي يارب ما كان مني

فبدل الله الكره حباً لأنني عرفتُ سيرتها العطرة .. نعم عرفت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يكن لها حباً عظيماً .

إلى درجة أنه عليه الصلاة والسلام اختار أن يتوفاه الله في بيتها , بل وفي حجرها بل ورأسه الشريف عليه الصلاة والسلام بين سحرها ونحرها بل وجمع الله بين ريقه وريقها,ومات ودفن صلى الله عليه وسلم في بيتهارضي الله عنها وارضاها واللهإن هذا لهو أروع الأمثلة في حب الزوج لزوجته

 أتانا ضيف جديد ..

وما أحلى هذا الضيف .. إنها عائشة ابنتي الغالية وكان ذلك في تاريخ 8/5/1412 هـ سألوني : ماذا نويت أن تسميها قلت : عائشة !!!  قالوا مستغربين .. عائشة !!!!!!!

قلت : نعم والله إنها عائشة وليس لها اسم غيره قالوا : طيب سمها ( أسماء (قلت : نعم الأسم هو ذات النطاقين .. ولكن ابنتي اسمها عائشة

 

قالوا : سوف يكون هذا فراق بينك وبين اهلك ..قلت : افعلوا ما بدا لكم وحاولوا كل جهدكم .. ابنتي اسمها عائشة وليس لها اسم غيره !!!! 

قالوا : أهل زوجتك لن يرضوا بهذا الأسم قلت : فلتغضب الدنيا بأسرها .. ابنتي هي عائشة هذا اسمها قالوا : لا تصر على مجرد اسم

قلت : والله لن أغيره فلا ترهقوا أنفسكم معي .. أما كفاكم اسم عبد الرحمن وحرمانكم لي من كنية أبو عبد الرحمن .. والله لن أغير رأيي ابنتي أسمها عائشة وليس لها اسم غيره في اعتقادي والله اعلم أن الله إذا بدل الكره حباً,يكون الحب حينها حباً قوياً ..نعم أسميتها عائشة لأنني أحببت زوج النبي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها,

فماذا كانت النتيجة ؟طردونا وبين ذراعيّ أحمل المولودة عائشة ..

حالنا بعد الخروج من المستشفى  

خرجت أم محمد من المستشفى بعد تنويم دام لثمانية أيام .. حيث كانت الولادة بعملية جراحية ( قيصرية) وبالطبع نالت أم محمد نصيبها في المستشفى من السخرية والسب واللعن كلما جاء زائر منهم وعلم أن الاسم عائشة ..

وعلى الطرف الآخر كان زوارها من أهل السنة والجماعة يدعون لعائشة بالبركة والصلاح وحفظ كتاب الله تبارك وتعالى .... وفي بداية الأمر كانت

مجرد تلميحات إلى تغيير الأسم من قبل أهلها وأقاربها .. ثم أصبحت تصريحات علنية .. ثم تهديدات بالطرد

خرجنا من المستشفى في اليوم الثامن للولادة .. لا نعلم أين نذهب ألشقتنا وهي بهذه الحالة المرضية السيئة .. أم لبيت أهلها الذين وعدوها بالطرد ..

قلتُ لها لا تحزني لن يضيعنا الله .. سنذهب إلى بيت أهلك فإذا رأت أمك ابنتنا عائشةَ سيحن قلبها بإذن الله تعالى فلا تحزني .. 

وبالفعل توجهنا إلى بيت أهلها .. دخلنا وكان الباب الوحيد الذي اجتزناه هو الباب الرئيسي للمنزل .

وعلى بعد خطوات من الباب الرئيسي استقبلونا بالطرد .. حاولت أن أرقق قلب والدة أم محمد على ابنتها..وعلى المولودة الصغيرة عائشة ولكن لا فائدة ..ردت عليّ قائلة :  الأمر ليس بيدي وإنما بيد والدها وأخوتها... 

استمر النقاش والجدال بيننا وبين أهلها قرابة الساعتين حول تغيير الاسم .

كل هذا ونحن على بعد خطوات فقط من الباب الرئيسي للمنزل .. لم يسمح لنا بالدخول حتى للاستراحة .خرجنا بعدها متوجهين إلى شقتنا .. وبعد قليل علم جيراننا) السودانيو الجنسية ) فقاموا على خدمتها .. وفي اليوم التالي علم الأخ الفاضل ( محمد الغامدي  (بالأمر فألحَ عليّ أن أبقي أم محمد عندهم وسوف تقوم زوجته على خدمتها ..

( لكن يجب على الإنسان أحياناً أن يكون عفيف النفس (

ولأن أم محمد وجدت من يقوم على خدمتها وهي أخت لجارتنا السودانية تسكن مع اختها وكانت كالأخت الشقيقة لأم محمد فجزاها الله خيراً ..

 بعد هذا وبعد سوء معاملة أهل البلدة لي فما الذي يبقيني فيها .. وصل سوء معاملتهم إلى أبعد صوره .. فأصبحت أحظى بالسخرية والاستهزاء والشتم والسب واللعن والهمز واللمز في كل مكان ..لا يتورعون من ذلك حتى لو كانت معي أم محمد ... في شوارع البلدة ... في بقالاتها .. في سوقها 

حركات صبيانية يقومون بها بسياراتهم كلما رأوني.. حاولوا صدمي بالسيارة عدة مرات .. صدموا سيارتي وهي واقفة عند المبنى ..كل حاجياتي أصبحتُ لا أستطيع شرائها ..فكان يشتري لي حاجياتي أخوتي في الله المصريون .. فلم أعد أستطع شراء شيء .. فأصبحت كالمحبوس في شقتي!! 

 لا بد من مغادرة البلدة

فكان لا بد لي من قرار مغادرة البلدة ..وبالفعل غادرتها إلى مدينة الدمام وكان ذلك في أواخر شهر جمادى الثاني ( شهر 6 ) من سنة 1412 هـ أخوتي في الله .. كم بكيت فراقكم قبل أن أتكلم عن حياتي في مدينة الدمام يجدر بي أتكلم أولاً بعض الشيء عن كيف كانت علاقتي بأصحابي أهل السنة والجماعة في بلدتي ..

 

أولاً : الأخ الفاضل محمد الغامدي من راس تنورة .

. لا أبالغ إن قلت أنه كان أخاً حقاً وصدقاً .. لا أبالغ إن قلت أن مجلسه كان مفتوحاً لي في أي وقت ..لا أبالغ إن قلت أنني كنتُ أتناول العشاء معه في بيته بالأسبوع يومياً (ما أدري إن كان يجدر بي أن أقول هذا الكلام أولا (

لكنني أريد أن أتعمق قليلاً في وصف العلاقة التي كانت تربطني به

 

حضرت معه الكثير الكثير من المحاضرات الدينية ... 

!!!!  داعـــية يُسلم عليّ   

أحد الأيام كان في مدينة الخبر مناسبة زواج ... وكان هو مدعو لحضور هذه المناسبة ... جائني يريد اصطحابي ...فقلت : أنا لست مدعواً

قال : إن كنتُ أنا مدعو فأنت مدعو .. فلا تناقش ولا تقل شيئاً .. فقط جهز نفسك ..كان هذا الزواج لأحد أقارب داعية معروف جداً على مستوى الوطن العربي ..دخلنا قاعة الاحتفال وجلسنا ..

ومن المعروف أن الناس هم الذين يذهبوا ويسلموا على الداعية تقديراً له واحتراماً له .. وليس العكس .. فإن فعل هذا الشيخ الفاضل العكس .. فماذا سيكون شعور ذلك الذي سلم عليه هذا الداعية ...

 

أنا أقول لكم ماذا سيكون شعوره ..سعادة ممزوجة بفرح .. فخر ممزوج بعزة .. سيتولد لديه إحساس أنه عزيز بين أولئك القوم ..

كلما رآه في التلفاز سيقول لأولاده .. تعالوا تعالوا ..

هذا هو فضيلة الشيخ الذي قام من مكانه وأتى ليسلم على أبيكم .. وكان أبيكم الوحيد الذي حظي بهذا الشرف من بين الحاضرين رأيته يقوم من مكانه قلت لعله يريد أن يتفضل علينا بإلقاء كلمة

ثم رأيته يتجه نحو المكان الذي أجلس فيه فقلت لعله يعرف أحداً يجلس بجانبي ثم رأيته يسرع نحوي حتى وصل إليّ فقلتُ في نفسي أهذا الشرف لي أنا؟؟!!ولسان حاله يقول نعم يا أخي في الله .. لك أنت

وقفت لأستلم التحية .. فمددتُ يدي للمصافحة..فإذا به يعانقني ... ولسان حاله يقول المصافحة لا تكفي .. فإنك ستواجه وستواجه فليكن هذا العناق سلوتك في ما ستواجهه..ولسان حالي يرد عليه قائلاً .. إنني واجهت وانتهيت قال ليس بعد .. مازلت ستواجه فليغذيك هذا العناق وليكن وقوداً يشعل لك نبراساً كلما أكحلت عليك الدنيا بلياليها 

نعم عانقني وهمس لي في أذني ..

ثبتك الله . . ثبتك الله .. ثبتك الله ..

ثم أخرج لي هدية غالية هي كتاب الله ( القرآن الكريم   ( 

 

ثانياً : كان لي أخوة مصريون متدينون سلفيون ..

فكنت أقضي معهم أوقات في مذاكرة وتلاوة كتاب الله ( القرآن الكريم ) ذهبنا سوياً مرات كثيرة لحضور المحاضرات الديني  

ثالثاُ : ذهبت مرات عديدة لقضاء العمرة في رمضان وغير رمضان .. مع زوجتي تارةً .. ومع أصحابي تارة أخرى هذه كانت حياتي قبل الدمام ... 

فهل ترانا نلتقي .. أم أنها كانت اللقيا على أرض السرابِ ..

 ثم ولت وتلاشى ظلها .. واستحالت ذكريات للعذابِ

هكذا يسأل قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغيابِ ..

 فإذا طيفك يرنو باسما .. وكأني في استماع للجوابِ 

 

ملاحظة : احترام أهل السنة لمشايخهم ليس كاحترام الشيعة لمضليهم

فليس فيه خضوع ولا خشوع ولا خنوع ولا انكسار

وليس لمجرد لبس عمامة سوداء كانت أو بيضاء

 

مقدمة عن حياتي في مدينة الدمام  

 

عندما انتقلت إلى مدينة الدمام انقطعت عن أخوتي في الله في البلدة .

. وخصوصاً الأخ الفاضل ( محمد الغامدي ) وذلك بسبب بعد المسافة 

كان آخر عهدي به هو أنني دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية .. وكانت العقبة في دخولي المستشفى هي أن زوجتي ستبقى بمفردها في شقتنا الجديدة في الدمام ... فأصر عليّ أن اُبقي زوجتي في منزلهم حتى خروجي من المستشفى فكان ذلك .. فجزاه الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. بعد ذلك أصبحت زياراتي له قليلة جداً .. كذلك الأخوة المصريون في بلدتي بحثت عن البديل في مدينة الدمام .. فهل وجدتُ البديل !!!لا والله الذي لا إله إلا هو لم أجد البديل .. وهل على أحد ملام !

لا .. لن ألوم إلا نفسي والشيطان ..لن ألوم جاري خالد .. ولا صديقي خالد .. ولا زميلي في العمل خالد .. ولا الدخيل .. ولا حسين .. ولا علي

 

)أرجو المعذرة منكم أخوتي فربما يكون بعض كلامي مبهم لكني متأكد أنه عند أناس ليس مبهماً البتة ( نعم الأخ عبد الله كعبور جزاه الله كل الخيرحاول جهده .. لكنه لم يحل محل الأخ الفاضل محمد أحمد الغامدي

 

من أنا ؟من أكون ؟هل أنا ملك ؟هل أنا نبي ؟هل أنا عالم من علماء السنة ؟

 

هل أنا طالب علم ؟ما أنا إلا حديث عهد بالإسلام معرض إلى كل ما يتعرض له الناس .. فإن تعرضتُ لشيء فأين الناصح الأمين .. هل أجده بالقرب مني ؟

 لا .. هو بعيد .. في راس تنورة .. والبديل غير موجود ..

 

لعل أكبر دليل على ما حصل لي في مدينة الدمام .. هو وجودي في مدينة الرياض الحبيبة الغالية..العزيزة..الكريمة ..مدينة التوحيد ..مدينة العلم والعلماء ..مدينة الصادقين ..مدينة المخلصين ..

(ولا أرضى بغيرها مدينة .. لا صفوى ولا الشرقية بأسرها ( 

الرياض وبس .. وسلامي لكِ يا حبيبتي ( راس تنورة (عشتُ في الدمام سنة ونصف السنة فقط لا غيرمن الممكن أن أخفى هذه الفترة عنكم اخوتي ..

ربما أقول كيف بعد هذا كله يكون هذا الذي حصل .. ربما أقول في نفسي إن تحدثت عن هذه الفترة إذاً كل ما حدث لي ليس له قيمة

 

هل الذي حصل لي ردة عن دين الله ( مذهب أهل السنة ) لا وألف مليون لا .. إذا ما الذي حدث ؟!هل كان مجرد فتور .. لا لم يكن مجرد فتور .. هل هو شيء حدث لي أفقدني بعض صوابي وكانت نتائجه وخيمة ؟ ربما ! 

أول لحظات الفتور المخيفة .. وكانها أول لحظات الموت 

 وظيفتي في الدمام

حصلت على وظيفة للمرة الثالثة وكان ذلك في تاريخ 11/1/1412 هـ في الدمام أيضاً وهو الذي مازلت عليه إلى الآن .. وإن أهم ما يميز هذه الوظيفة هو وجود فرع في العاصمة الرياض الموظفون تقريباً نصفهم شيعة والنصف الآخر من السنة .. ومن كيد الشيعة أنهم إذا لم يروا أحداً من أهل السنة قاموا بمضايقتي بالمجادلة الجوفاء أو بالشتم والسب .. والاتهامات الباطلة تارة .. والاستهزاء والسخرية تارة أخرى .

. وإذا رأوا أحداً من أهل السنة بدوا وكأنهم في علاقة حميمة جداً معي ... وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم.. 

أما الزملاء من أهل السنة فكانت معاملتهم من أروع ما يكون..

علماً أنني لم أتسنن لكي اُفرح أحد أو اُغضب أحد وإنما لأفوز برحمة الواحد الأحد وعفوه وغفرانه ( اللهم ارزقني الإخلاص يا رب)

 

وبعد مضي ثلاثة أو أربعة أشهر على انتقالي إلى السكن في مدينة الدمام بدأ الفتور يخيفني ..وبعدي عن الأخوة الذين تعرفت عليهم في بلدتي ..

وزيادة على ذلك بعدي عن الأخ الفاضل محمد الغامدي .. لذا لم أشعر بالراحة في مدينة الدمام .. فطلبت من العمل أن ينقلوني إلى فرع الرياض

فردوا عليّ : عليك أن تكسب أولاً بعض الخبرات في أقسام معينة ..

فقلت لهم : سأفعل لكم كل ما تريدون فقط أنقلوني إلى الرياض

مضى بضعة أشهر ولم أجد تجواب لطلبي النقل إلى الرياض .. فعاودت الطلب مرة أخرى ..

فردوا عليّ : أننا لدينا عجز في الدمام ولا نستطيع نقلك إلى الرياض ... فأصابني الهم والغم لردهم هذا ... ولكن ما عسايّ أن أفعل؟؟؟

 <<<<<يتبـــــــع