وأخيراً عرفت الله ... جزء 2/4

جــــزء 2
بداية الإنحراف..
وبدأ الصراع والتخيير بين ثلاثة أمور:
الأول: أن أبقي معهم..
والثاني: أن أتركهم كلية وأترك الصلاة وأترك القرآن..
والثالث أن اتركهم ولكن أصلي وأقرأ القرآن مع غيرهم..
وتم الاختيار.... نعم كان الاختيار الثاني، فتركتهم ولكن تركت الصلاة وتركت القرآن وصرت ناقما عليهم وانطلقت في الحياة الدنيا من غير دين ولا خلق !!
حتى صار عمري عشرين عاما,,, عامين كاملين من ترك الصلاة والقرآن والتمتع بالدنيا الفانية وعقوق الوالدين والأخلاق السيئة ...
 حادثة في حياتي غيرت مجراه !!
وفي أحد الأيام كنت في باخرة على النيل مع أصدقائي نلهو على أنغام الموسيقي الصاخبة كنا نتضاحك وفجأة أراد أحد أصدقائي أن يفاجئني فاختل توازني وكدت أن أسقط في النيل ولكن التف حولي أصدقائي وساعدوني أن لا أقع في الماء...
وذهبت إلى المنزل ودخلت حجرتي وأنا مذهول وأتساءل هل الموت قريب جداً مني إلى هذه الدرجة ..
فأسرعت وسجدت لله شكراً، سجدت طويلا جداً، لا أعلم كم مكثت ساجداً ابكي على حالي..... وقررت أن أعود إلى الصلاة والى الله ولكن هذه المرة ليس مع ( الصوفية )
بعد أن شعرت بأن الموت قريب مني قررت أن أعود إلى الله..... ولكن أنا لم أعرف الالتزام إلا مع الصوفية وأنا لا أريد أن ارجع إليهم ثانية.
عودة ولكن للأسف إلى التشيع !!!!
تذكرت وقتها أحد الزملاء في الكلية كان دائما يكلمني عن أن الإنسان لا بد أن يكون قريب من الله وان لا يبتعد عنه.... اتصلت به وقلت له أريد أن أزورك فرحب بي وبالفعل ذهبت إلى بيته وتعرفت على والده وإخوته... أحببتهم كثيرا وبدأوا يكلمونني عن آل بيت رسول الله ومذبحة كربلاء ومظلومية الزهراء... لا أخفي عنكم إخواني أن حب آل البيت كان دفينا في قلبي وكنت مع الصوفية أردد أناشيد حب آل البيت.. نعم إخوتي في الله كان هؤلاء الناس ( رافضة ) ,,, وكانوا يملؤون قلبي حقدا وكرها وبغضا للصحابة رضوان الله عليهم وخاصة أبو بكر وعمر وكنت أجلس معهم وكان أحدهم يسخر من السيدة عائشة رضي الله عنها وكان يصفها بأنها - بهيمة - والعياذ بالله وكنا نجلس ونتدارس سويا الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكيف أن أبو بكر وعمر اغتصبوا الولاية منه وغصبوا ارث الزهراء ...
لا أخفي عليكم إخواني بدأ قلبي يزداد يوما بعد يوم بغضاً للصحابة وأمهات المؤمنين وكنت أشارك معهم في السخرية منهم وكنت أواظب علي دعاء صنمي قريش ,,,, ولكن أقسم لكم بالله أني لم أكن أشعر بالراحة النفسية !!
كيف استطاع لساني أن يشتم أم المؤمنين عائشة وحفصة ؟؟
كيف استطاع لساني أن يلعن أبو بكر وعمر وعثمان ؟!!
ولكني ما زلت شيعيا وكنت أدفع عن ذهني هذه الخواطر وأستعيذ بالله من الشيطان
وأقول لنفسي هذا إبليس اللعين يريد أن يثنيني عن ولاية الطيبين الطاهرين, لا سيما وإنني كنت مرتبطا بواحد من الشيعة كان يحبني وكنت أحبه وهو رجل كبير وكنت أستشيره في أمور حياتي الخاصة, باختصار شديد كنت أثق به ثقة كبيرة... المهم أن هذا الرجل سافر إلى خارج البلاد ولكن لم ينقطع اتصالي به عن طريق الهاتف كان يتصل بي وكنت اتصل به رغم بصورة شبه منتظمة.... عند هذه النقطة أتوقف قليلا لأبين لكم بعض الانحرافات التي رأيتها من هؤلاء الناس..
ذات مرة وبعد تشيعي بحوالي سنة, كنت في زيارة لأحد الشيعة ومكثت عنده يومين أنا وبعض الشباب من الشيعة, في اليوم الثاني من الزيارة بعد الغروب جلست معه نشرب الشاي سويا وبدأنا نتكلم عن الحياة وأحوال الناس ثم بدأ يسألني:
م : يا أخ ........... هل تمتعت من قبل ؟؟
ع: ( كاد كوب الشاي يسقط من يدي ), لا لم أتمتع.. ( وأخذ يضحك )
ع : طبعا أخي المتعة حلال ولكن ....
م : ولكن ماذا ؟ هذا دين الله... اسمع أخي الليلة إن شاء الله احضر لك مؤمنة تبيت معها متعة .
ع : ماذا ؟ أيوة المتعة حلال بس أنا والله موش عايز
م : لماذا لا تريد ؟ أنت شاب مؤمن وتقي وفي نفس الوقت شاب فتي لا تنقصك رجولة
ع : سامحني فأنا مريض هذه الأيام ( كذبت عليه حتى يترك هذا الموضوع )
م : عليك بالإستشفاع بصاحب الزمان حتى يعجل شفاءك أخي
ع : أكيد أخي
* أقسم لي أحد الشيعة أن زوجة أبيه تراوده عن نفسه, وهو لا يريد ذلك,, فقلت له كيف هذا ؟ لو علم أبوك لقتلك وإياها!!!
قال لي أعلم ذلك والمصيبة أنها تقول لي هذا ليس زنا هذا اسمه زواج متعه,,,, المهم أن الله نجاه من كيدها والحمد لله .
نعم إخواني الكرام هذا شئ يسير من الانحرافات التي رأيتها منهم.... المهم إخواني أن هذا الرجل سافر ولم ينقطع اتصالي به عن طريق الهاتف .. الآن عمري واحد وعشرون عاما وعمري في التشيع عام واحد فقط أو يزيد قليلا.
مصائب تتلاحق في حياتي..
وفجأة حدث زلزال في حياتي ابتلاء ومصيبة ما زالت تسيل مدامعي وتهيج شجوني حتى يومنا هذا كانت علاقتي بأهلي تحسنت كثيرا بعد عامين كاملين من العقوق وعدم البر.. حتى أن ارتباطي بهم أصبح شديدا جدا لا سيما لأني أريد أن أكفر عن عقوقي لهم .. كان أهلي أحب الناس إلى قلبي والله يا إخوة , ذات مرة كنت مع أبي في زيارة لأحد الأقارب وقتها أحس والدي بالتعب فرجعنا إلي المنزل سريعا ومكثت الليل بجواره حتى أشرقت الشمس ..
وفي الصباح رأيته نشيطا فحمدت الله كثيرا, ولم تكن إلا ساعتين حتى وجدته علي سريره لا يتحرك وتجمع الأهل الأم والإخوة... نعم إخوتي كان والدي يحتضر، كانت سكرات الموت، ونطق بالشهادتين و أسلم روحه إلى الله.. والله الذي لا اله إلا هو وقتها اسودت الدنيا في عيني ,, كنت أريده أن يعيش حتى أبره طويلا كما عققته وسببت له متاعب .. ولكن هذا كان بداية الزلزال.. فبعد وفاة أبي بشهر واحد ماتت جدتي وكانت لها في قلبي مودة عظيمة، ثم مات عمي الأكبر وكنت أحبه أكثر من أي عم لي.
ثم مات خالي الصغير الذي ما زلت اذكره وهو يحملني علي ظهره ويلعب معي وأنا طفل في السابعة من عمري... أرأيتم هذا البلاء العظيم ولكن الأمر لم ينته يا إخوان كان اثنين من أصدقائي في طريقهم إلى الجامعة فانقلبت بهما السيارة من فوق احدي الكباري وتوفاهما الله .... يا الله يا حكيم سبحانك والله لا أعترض... ولكن نفسي ممزقة يا إخوتي .. الوالد والجدة والعم والخال.. وأعز اثنين من أصدقائي... يموتون كلهم في أربعة أشهر ,,, والله أشعر أن قلبي يتمزق من الحزن .. أما العين فقد جفت من البكاء, هل من صديق يعيرني عينا أبكي بها ؟ يا رب يا غفور يا حليم يا رحمن ارحمهم يا الله ..
دخولي في برامج المحادثات فتح لي الأبواب..
والله يا إخوان انقلبت حياتي رأسا علي عقب منذ ذلك الحين أصبحت عجوزا وأنا في سن الواحدة والعشرين,, ما زالت هناك مسحة حزن دفين وألم غائر تعتلي وجهي وكأنها لا تريد الرحيل ,,,, وفي خضم هذه الابتلاءات كان هذا الرجل الشيعي يتصل بي ويواسيني..... ومضت حياتي ومضي الحزن والألم معي وفي يوم من الأيام اتصل بي هذا الرجل وقال لي إن هناك برنامج علي الانترنت اسمه البالتوك ممكن أن نتكلم عليه أفضل وأقل تكلفة من الهاتف وبالفعل دخلت علي الانترنت وقمت بتحميل برنامج البالتوك وبالفعل أخذنا نتواصل عن طريق البالتوك.... كنت أدخل البالتوك في الموعد المحدد بيننا ثم أخرج.. وذات مرة كان عندي وقت فبدأت أتجول في الغرف لا سيما علي قسم الشرق الأوسط والقسم العربي.. ووجدت غرف للشيعة ودخلتها وبدأت أرفع يدي وأشارك معهم بالصلاة علي محمد واله الطيبين وألعن أعداء آل محمد وتعرفت علي كثير منهم ... أصبح عمر أخوكم اثنين وعشرين عاما وبضعة أشهر وأنا أدخل علي البالتوك ... وأصبحت أدخل في أوقات متعددة وأشارك علي الغرف الشيعية وكنت سعيدا جدا وأنا أستمع لهم وذات مرة دخلت غرفة السرداب غرفة أهل السنة والجماعة علي البالتوك ...
وبدأت أسمع بعض الناس يردون على الشيعة ردوداً موثقة بآيات من القرآن.. وأحاديث نبوية !!
كلمت أحد الشيعة الذين عرفتهم عن هذه الغرفة فقال لي احذر أن تدخل هناك هؤلاء نواصب لآل البيت ,, كان الناصبي عندي هو أخس من الخنزير ,, فبدأت أكره هذه الغرفة وأحذر الناس منها لأنهم يعادون آل البيت .
ومرت شهور وأنا علي البالتوك أستمع إلى الشيعة وأشارك معهم فيرحبون بي ,, ولكن حينما أسألهم عن شبهة يغضبون ويقولوا لا تستمع لهم هؤلاء نواصب ,,,,, فقررت أن أسأل هذا الرجل الذي أحبه , وبالفعل اتصلت به وسألته عن غرفة السرداب وما يقولونه , فإذا بالرجل ينفجر غاضبا ويقول : هل أنت عندك من الوقت حتى تجلس وتستمع إلي الوهابية النواصب , قلت له هم عندهم مآخذ وأنا أريد الرد عليهم .. قال لي : لا تفعل هذا واستعذ بالله من الشيطان الرجيم ....
  
 (بداية النور ) أحدهم يدعوني لغرف المحادثة السنية !!
وشاء الله عز وجل أنني في نفس هذا اليوم وبعد أن أنهيت الحديث مع هذا الرجل ,, دخلت علي أحد غرف الشيعة وشاركت معهم وإذا بأحد الناس يكلمني على ( الخاص - البرايفت ) ويقول لي أنت: من دولة كذا؟؟ فقلت له: نعم.. قال: وأنا أيضا..قال لي: لماذا أنت شيعي؟؟؟ فقلت له: لأنهم يتبعون آل البيت !!!! المهم دار حديث طويل وفي نهايته طلب مني أن أذهب إلى غرفة السرداب.. فقلت له هؤلاء نواصب مبغضون لمحمد وآل محمد... فضحك وقال لي: طيب تعال إلى غرفة أخرى اسمها أنصار آل البيت وهم  أهل سنة وناس طيبين ... ووافقت وذهب إلى الغرفة ثم دعاني إليها...
وبدأت مرحلة جديدة في حياتي وبالفعل إخواني وافقت على الدعوة وذهبت إلى الغرفة وأخذت أستمع وكان يوجد حوار بين شيعي وأحد المشرفين على الغرفة وكان حوارا ممتعا ( بالنسبة لي ) وأخذ المشرف يتكلم ويرد علي الشيعي بآيات من القرآن وأحاديث من كتب الكافي وبحار إلانوار ( كتب شيعية ) فإذا بالشيعي يأخذ الميكروفون ويلعن هذا المشرف ويلعن أبو بكر وعمر وعائشة، فقاموا بطرده من الغرفة،،، حينئذ شعرت بالخجل من هذا الرجل السني وتمنيت أن آخذ المايك وأعتذر له نيابة عن هذا الشيعي الذي سبهم.. ولكن أحسست بخجل شديد فتركت الغرفة .... ولكن الموقف كان يراود ذهني لا سيما أن الحوار كان هادئا جداً على هذه الغرفة...
المهم أني رجعت في اليوم التالي بعد منتصف الليل إلى نفس الغرفة ، ولكن باسم آخر غير الذي دخلت به أول مرة ,, ومكثت أستمع إلى الحوارات والمشاركات على الغرفة تقريبا لمدة أسبوع كامل دون أن أكتب أي كلمة علي الغرفة أو أتكلم كلمة واحدة ... فقط كنت أجلس مستمعا للحوارات .. وفي أحد الأيام قام أحد المشرفين علي الغرفة باتهام الشيعة بأنهم جبناء لا يستطيعون التحدث علي المايك خوفا من أصحاب العمائم ( على حد قوله ) ,, لا أعرف لماذا أحسست بأنه يستفزني فخرجت من الغرفة ودخلت باسم معاد للوهابية ( مو وهابي) ورفعت يدي وبدأت أقول لهم أنني شيعي وأريد الوحدة مع السنة ولا داع للخلاف بين المسلمين،، المهم أن رد فعلهم تجاه كلامي كان مختلفا فالبعض رحب بي والبعض الآخر بدأوا بالتهكم علي وعلى بلدي , فحزنت لهذا وقلت لنفسي لو خرجت من الغرفة فسأبين لهم أني ضعيف ، لذا قررت البقاء وقررت أن أتجاهل من يسئ إلي وكان هذا هو أول يوم في حياتي أدخل فيه في نقاش مع أهل السنة والجماعة،,سألني أحدهم وكان الأخ أبو علي 90 لماذا تسبون الصحابة
فقلت له: الصحابة عندي ليسوا عدولا كما عندكم وهم ظلموا آل البيت وغصبوهم حقهم..
 
يتبع ....