قصة شيعي اهتدى للإسلام 1/2

الجـــــــــزء1/2

  

بسم الله الرحمن الرحـــــيم  

  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قال تعالى : 

( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله     يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين     (
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره   ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده لله فلا فضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وصلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين المجاهدين صفوة الأخيار وسادة الأبرار من المهاجرين والأنصار وسلم تسليما كثيرا ما بقى الليل والنهار ، أما بعد:
قبل كل شئ يجب علي أن أبين للأخوة الأعزاء الكرام بأن هداية الأفراد إلى جادة الإسلام " الصحيح " لا تكن إلا من الله سبحانه، فمن يريد الله سبحانه وتعالى أن يهديه يشرح صدره ومن يريد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، لا يستطيع كائن من كان أن ينقذه من الهلاك فالهداية والنجاة كلها من عند الله يهبها من يشاء من عباده وهو على كل شئ قدير.. 
فمثلاً بالنسبة لحالتي مع دين الشيعة فأنا كنت من عائلة شيعية متعصبة ولها جذور قديمة في الرفض وكان جدي الشيعي هو المتولي لأحد الحسينيات في المنطقة التي كنا نسكن فيها وكان الناس يحترمونه لأنه متولي مآتم الحسين رضي الله عنه وكان في بيتنا أي بيت جدي، هنالك مآتم أيضا يقام بعد مضي العشر الأوائل من المحرم يأتون الشيعة ويحضرون وكان يأتي رجل قارئ اسمه "ملا علي " حيث هو الذي يقوم بالمراثي والقراءة.. وكان جدي يحبه ويحترمه كما كان الناس الآخرين أيضا يحترمونه ويلقبونه بخادم الحسين رضي الله عنه، وكنت أنا أحضر تلك المجالس وأسمع ما يدور فيها من سب وشتم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته حين كان عمري آنذاك لا يتجاوز السبع سنين تقريبا في الصف الثاني الابتدائي.. وكان جدي يرغبني في الحضور بمثل هذه المجالس حرصاً منه حتى أكون قارئاً في المستقبل ويكسب هو الأجر والثواب كما يزعمون له، حيث كنت أتعجب منهم عندما يذكرون اسم أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – كيف يتناولونه باللعن خاصة عندما يذكرون عمر رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؟

 فكنت أسأل جدي : لماذا هؤلاء يسبون ؟

 فقال لي إن عمر رضي الله عنه غصب حق علي رضي الله عنه وظلم فاطمة الزهراء رضي الله عنها حتى هجم على بيتها وكسر ضلعها وأسقط جنينها ومن أجل ذلك استحق هذا اللعن والسباب، وكنت أقول له: كيف يدخل عمر رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها وزوجها موجود عندها ولا يتكلم معه ولا يطرده من بيته ؟ فكان جوابه أن علي رضي الله عنه قد حجزته وصية النبي عليه الصلاة والسلام ولا يستطيع أن يفعل شيئاً ، ولكن كان هذا الجواب لا يكفي على الإطلاق ..

 

في الحسينية عندما تبدأ تلاوة القرآن يعودون إلى الكلام وشرب الشاي وتعاطي الدخان !!!!!

 

 وعندما بلغت عشر سنين طلبت من جدي أن آتيه حتى يعلمني القرآن ، لأنه لم يكن يوجد في قريتنا مكان لتعليم القرآن فوافق فكنت آتيه كل يوم بعد صلاة المغرب فكان يعلمني بعض السور من الجزء الثلاثين ولم يتم معي الجزء الثلاثين لمشاغله الخاصة ومن حيث أن الشيعة لا يولون أهمية بحفظ القرآن وتعليمه أصلا ، بل كل جهودهم على حفظ القصائد والأبوذيات والمواويل والمرثيات التي يرتزقون عليها في المآتم الحسينية . وحتى في ما يسمى بالحوازات العلمية فإنه لا يوجد أي قانون أو شرط بأن يكون طالب العلم حافظ للقرآن بل حتى أن أكثر الذين يدخلون الحوزات لا يتقنون قراءة القرآن ناهيك عن حفظه وهذا موجود إلى يومنا هذا.. فحوزات الشيعة سواء في النجف أو في قم أو لبنان أو سورية ليس فيها من يحفظ أو حتى يعلم القرآن ولا يوجد ذلك في المساجد أيضا في مختلف مناطق الشيعة ، إلا اللهم في بعض الأحيان خاصة في شهر رمضان تكون هنالك بعض الحلقات كحلقات ذكر يقرأون فيها القرآن ، قراءة خالية بدون تأمل أو حتى تفسير أو في مجالس العزاء على الموتى وما يسمى بالفواتح يقرأون فيها من القرآن وتجدهم يتكلمون في حين القراءة ، ويشربون الشاي والدخان ، ولا ينصتون للذي يتلو القرآن ولكن إذا صعد ما يسمى بالقارئ " الملة " المنبر تجدهم يخرسون وكلهم إصغاء ويخيم عليهم السكوت المطلق وعندما تبدأ تلاوة القرآن يعودون إلى الكلام وشرب الشاي وتعاطي الدخان حتى في المساجد وهذه الأشياء خير دليل على أنهم لا يهتمون بالقرآن بل إن هذه العقيدة مستقاة من العقيدة الأصلية وهي عدم الاعتقاد بالقرآن الموجود ، ولا أريد أن أتهمهم في ذلك باطلاً ولكن هذا موجود إلى يومنا هذا وبإمكان كل من يريد الإطلاع دخول مجالسهم في حين العزاء والفواتح على الموتى خاصة في العراق وإيران وباقي المناطق الشيعية ليطلع على هذه الظاهرة عندهم ويقضي هو بنفسه على ما يراه والله المستعان .
ونعود إلى قصة تعلمي القرآن حيث كما قلت تركني جدي وأنا لا أعرف من القرآن إلا بعض السور من الجزء الثلاثين ، وعندما أنهيت المرحلة الابتدائية وعند دخولي إلى المرحلة الإعدادية أخذت بقراءة بعض الكتب التي تعلم القرآن وكذلك الاستماع إلى بعض الأشرطة التي كانت تباع في الأسواق حتى تمكنت من تعلم قراءة القرآن بشكل كامل وكان ذلك مهم بالنسبة لي لأني بتعلمي للقرآن تمكنت من قراءة بعض النصوص ..

 

حبي لقراءة تاريخ الإسلام والصحابة أوجد لدي المقارنة والتساؤلات!!!!!

 

 وعندما بلغ عمري خمسة عشر سنة تقريبا وعندما كنت طالبا أيضا أخذت بقراءة بعض الكتب التي تتكلم عن تاريخ الإسلام فزاد تني اشتياق للقراءة أكثر فأكثر ، حيث كنت أذهب إلى مكتبة دينية على مقربة من بيتنا وهذه المكتبة هي لأحد مراجع الشيعة وفيها كمية كبيرة من كتب الشيعة القديمة والمعاصرة وبعض المخطوطات والرسائل وغير ذلك ، حيث كنت أبحث عن كتب التاريخ وسير المسلمين فيها ، لأني كنت شديد التعلق في قراءتها حيث كنت أبحث عنها وأقرأها وهي السبب تقريبا في قراءتي للكتب الأخرى ، وعندما كنت أقرأ تاريخ الإسلام وأرى بطولات للمسلمين وجهادهم وصبرهم خاصة من الصحابة سيما المهاجرين والأنصار ، كان يأتي في بالي تلك المجالس التي كنت أحضرها عند جدي وما كنت أسمع من سباب وشتائم في حق الصحابة وأبطال الإسلام فكنت أتعجب وأسأل نفسي لماذا الشيعة يسبون هؤلاء الذين بذلوا كل شئ في سبيل إعلاء كلمة الله حيث قتلوا آبائهم وإخوانهم وأبنائهم وهجروا ديارهم وبلادهم لا لشيء إلا لنصرة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما السبب الذي يبيح للشيعة سبهم وتنقصهم؟؟؟ 

 

 وكنت أيضا وبعد تعلمي للقرآن قد بذلت جهد في قراءة تفاسيره عن طريق الشيعة وعن طريق السنة الموجودة في المكتبة المذكورة وطرق أخرى ومطابقة أقوال القرآن الشيعة وكان عمري آنذاك قد تجاوز الثامنة عشرة حيث توفرت عندي قوة الفهم والإدراك ، فكنت متحيراً ، لماذا يخالف هؤلاء القرآن " يعني الشيعة

  "لماذا يخالفون القرآن ؟؟؟

 فالقرآن يمتدح الصحابة ويترضى عنهم في عدة آيات ويخبر بأن الله قد أمتحن قلوبهم وعلم ما فيها ، ومن أعلم من الله ؟؟؟

 ووعدهم الحسنى والجنة والرضوان ومن أصدق من الله قيلا ؟؟؟؟

 هل يوجد أحد اصدق من الله سبحانه وتعالى ؟؟؟؟

 وهل يوجد كلام أفضل من كلام الله سبحانه وتعالى ؟؟؟؟

 كان يدور هذا السؤال في نفسي ، لما هؤلاء يتركون خير الكلام ويخالفون النصوص الصريحة في القرآن؟؟؟

 وقد كان يتخيل لي بأن ما أراه غير حقيقة وأن ما يقوله الملالى والآيات هو الصحيح ، وعند العودة للقرآن يعود لي نفس الهاجس الأول وأخيرا أخذت أسألهم لماذا تخالفون القرآن فالقرآن يقول شئ وأنتم تقولون خلافه وكتب الحديث والسير تقول شئ وأنتم أيضاً تقولون بخلافه؟؟؟

فما كان جوابهم لي إلا شئ واحد وهو:

 إنك لا تعرف من القرآن شئ ، وإن للقرآن ظاهر وباطن ، وأنت تأخذ بظاهر القرآن وظاهر الأقوال والأحاديث وخذ بأقوال العلماء والمشايخ والمراجع حيث هم أعرف وأعلم منا ومنك في هذه الأمور ..

عالم باكستاني متسنن أجاب على الشبهات التي تحيرني ..

 ومرت علي عدة سنوات وأنا أعيش هذه الحالة ، حالة من الشكوك والتساؤلات في ما بيني وبين نفسي ولكني كنت منقطع في القراءة للكتب وفي هذه المرحلة أخذت بقراءة بعض الكتب لأهل السنة من كتب العقيدة والحديث والسير وغير ذلك وبعد جهد ومثابرة واستبصار وعون من الله ، تبين لي صدق هؤلاء الناس يعني أهل السنة والجماعة وأن جميع أقوالهم وأفعالهم مطابقة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبقراءة ومطالعة أكثر ، تبين لي الصدق من الكذب صدق أهل السنة وكذب مراجع الشيعة وأحبارهم ..

شبهات أبحث لها جواباً ..

  ولكن مازال الشك يراودني حيث هناك شبهات الشيعة الكثيرة التي لم أجد لها جواب ، من أمثال أقوالهم بالإمامة وأنها خاصة لـ " علي " رضي الله عنه وأولاده وأنهم معصومون من الخطايا والذنوب صغيرها وكبيرها واعتقاد وجود المهدي وغيابه عن الأنظار ومسائل أخرى ولكن كان أهمها مسألة الإمامة والوصية التي رسخها الشيعة في عقولنا حتى كانوا يقولون لنا عندما كنا صغار بأنها اصل من أصول الدين بل هي الركن الأساسي في ذلك ولا تقبل الأعمال إلا بالاعتقاد والإيمان بها ..ويأتون بشبهات عده وينقلون بعض هذه الشبهات من أحاديث موجودة في كتب أهل السنة من أمثال صحيح البخاري ومسلم سنن الترمذي وأبى داود ومسند الإمام احمد بن حنبل وبعض التواريخ والسير ويقومون كعادتهم في الكذب والتزوير والبتر لبعض العبارات أو تغييرها وإخراج ما يضرهم أو نقلها على خلال واقعها ولهم أساليب شتى في الكذب والتزوير وقلب الحقائق.. ويعتمدون على حقائق ويعتمدون على أحاديث ضعيفة أو موضوعيه ويستشهدون بها ويقولون بأنها من الأحاديث الصحيحة والمشهورة عند أهل السنة وطبعاً عامة الناس لا يقرؤون كتب أهل السنة لأن الملالي يحذرون من ذلك فلا يسع أحد الإطلاع على كذبهم وتزويرهم فتنطوي أكاذيبهم على عامة الناس و حتى على المتعلمين ولا يستطيع أحد الخلاص منها إلا بهداية رب العالمين..

 وبعد هذه المدة التي مرت علي وهي فتره الشكوك جاءت هداية الله سبحانه وتعالى حيث أعطاني صديق سني من الباكستان كنت قد تعرفت عليه أعطاني هذا الأخ كتاب لأحد الباكستانيين وهوالعلامة محمد عبد الشكورالكهنوي وهذاالعالم كان شيعي وبعد أن تبين له بطلان دين الشيعة تركه ورماه رمي النواة العفنة.

ودخل في السنة واسم كتابه هذا هو " باقيات صالحات " يشرح فيه أولا قصته مع الشيعة وكيف أنه كان منهم ثم تحول هو وأهل بيته وكافة أبناء بلده الذي يسكنه في باكستان إلى مذهب أهل السنة والجماعة.. ومن حسن الحظ ذكر هذا الرجل جميع الشبهات التي يدعيها الشيعة ويدندنون حولها بالأخص في مسألة الإمامة ورد عليها رداً شافياً كافياً ، من الكتاب العظيم والسنة المطهرة ومن ثم من الأدلة العقلية السليمة ولم يترك لهم شبهه إلا وأتى عليها وأبطلها فكان لذلك الكتاب أكبر الأثر في نفسي حيث أزال أكبر الشبهات من قلبي... ثم جاء دور كتاب "منهاج السنة " لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله والذي ألفه ردا على كتاب " منهاج الكرامة في معرفة الإمامة " للحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، وهو الذي يسمونه الشيعة "العلامة" حيث هو تلميذ نصير الكفر ووزير الملاحدة التتر " الطوسي " في المعتقد الذي كان سببا في سقوط دولة الإسلام ونكبة المسلمين في بغداد ، وقد قام شيخ الإسلام رحمه الله بالرد على جميع شبهات الشيعة وكشف زيف كتاب" منهاج الكرامة " وبين رحمه الله أساليب الكذب والتزويرالتي تخذونها وحذر أمة الإسلام من ذلك ، فكان لهذا الكتاب المهم اشد الأثر وأكبره في

نفسي حيث إن شيخ الإسلام قد أتى في هذا الكتاب على بنيان الشيعة من القواعد فخر عليهم السقف ودمر ما كان يصنع الشيعة وما يعرشون ...

 يتبــــــع >>>>>