بدأت أواظب على الصلوات في المسجد بل لم اترك صلاة إلا وصليتها في ذلك المسجد... بمرور الأيام لبست ثوب الشجاعة واعتادت نفسي واطمأنت روحي للصلاة في ذلك المسجد....أحببته وأحبني.... فدخل قلبي ذلك المسجد.... أحببت منارته....وأحب فضولي.... أحببت جدرانه.... وأحب كثرة مجيئي إليه.... أحببت جدرانه الصخرية.... وأحب في روح الشباب والحركة والحيوية التي كانت تتدفق من حركاتي ونشاطي.... أحببت أنواره أثناء الليل.... وأحب لباسي الأبيض الذي اعتدت لبسه عند ذهابي للصلاة.... أحببته وأحبني ... كان حبا بين رجل شيعي ومسجد لأهل السنة.... حب من نوع آخر لم يسطر في كتاب.. أحب ذلك المسجد إلى يومي هذا... لن أنساه ما حييت ولن أخون حبي له طوال عمري... مسجدي الحبيب... لن أنساك...

جـــــــــــزء ( 3 )

المسجد.... أحببته وأحبني !!!!!

 

بدأت أواظب على الصلوات في المسجد بل لم اترك صلاة إلا وصليتها في ذلك المسجد... بمرور الأيام لبست ثوب الشجاعة واعتادت نفسي واطمأنت روحي للصلاة في ذلك المسجد....أحببته وأحبني.... فدخل قلبي ذلك المسجد.... أحببت منارته....وأحب فضولي.... أحببت جدرانه.... وأحب كثرة مجيئي إليه.... أحببت جدرانه الصخرية.... وأحب في روح الشباب والحركة والحيوية التي كانت تتدفق من حركاتي ونشاطي.... أحببت أنواره أثناء الليل.... وأحب لباسي الأبيض الذي اعتدت لبسه عند ذهابي للصلاة.... أحببته وأحبني ... كان حبا بين رجل شيعي ومسجد لأهل السنة.... حب من نوع آخر لم يسطر في كتاب.. أحب ذلك المسجد إلى يومي هذا... لن أنساه ما حييت ولن أخون حبي له طوال عمري... مسجدي الحبيب... لن أنساك...

 

نقاشنا حاد عن خلاف الصحابة لكن كلامهم يريحني !!

 

بدأت النقاشات الحارة مع خالد لتمتد نار الحرب ليشترك بها الشباب من أهل السنة في مسجدي الحبيب .....

أول جبهة للحرب فتحناها كان النقاش حول صحابة رسول الله والخلافة بعده......

 

أعجبني قول أخي الحبيب خالد إذ قال يوما:

أن موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة كموقف المسلمين من الأديان الأخرى .... نحب جميع الأنبياء ونصلي عليهم جميعا... وكذلك نفعل نحن نحب صحابة رسول الله ونترضى عنهم ...

فأهل السنة دائما هم يقفون على الشاطئ الأمان....

 

وعند نقاشنا في الخلاف الذي دب بين الصحابة وبين علي ومعاوية رضي الله عنهما ذكر لي احد الإخوة قول الله عز وجل :

 

( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:134)

 

ثم أضاف احدهم أن الله لن يسألنا عن الخلاف الذي وقع بين الصحابة...بل سُنسأل عن أنفسنا أولا ثم عن أهلينا......

 

كنت أرد عليهم حينها ...

وأجادلهم مستعينا بكتبي وسؤالي لأصحابي من الشيعة ولكني كنت أفكر ملياً بما يقولون عند رجوعي إلى بيتي ..

وخاصة في وقت خلوتي إثناء محاولة نومي ....

كنت أرتاح لكلامهم ولكن العناد كان يجرني إلى شيعيتي ....

 

وبعد نقاش طويل قررت ألا أتفوه على صحابة رسول الله بسوء وان فكانت هذه أول خطوة نحو طريق الحق... وكانت هذه أول ارض اخسرها في معركتي تلك ... 

حسينيات العراق تضع في مكان الوضوء عبارة .......عجباً !!


كنت ولا زلت امسح على الرجلين والغريب انه وفي الكثير من حسينيات العراق هناك قطعة في مكان الوضوء تقول (اغسل رجليك بعد الوضوء) وذلك بسبب حرارة الجو والرائحة الكريهة التي تنبعث من الأرجل... سبحان الله وهل الشيعة احرص على المصلين وأنوفهم من رب العالمين ؟؟!! الذي شرع غسل الرجلين في الوضوء....

 

استمر النقاش حول الوضوء وفتحنا كتب التفسير ومضينا أياما وليالي حتى اقتنعت بصحة غسل الرجلين... فكانت هذه أول خطوة عملية في تحولي من الشيعة إلى السنة... وبدأت أغسل رجلي... ولكني أضع تربة تحت جبهتي وأسبل يداي في الصلاة...


وبدأت أسأل السيد ولكن إجاباته لا تشفيني !!!!


ثم دخلنا في النقاش حول التربة والسجود عليها .... وكنت حينها اسأل مندوب الصدر في بغداد .... فذهبت في يوم الجمعة وجلسنا مع السيد حسين الصدر في الكاظمية في بغداد... وسألته عن وضع التربة.... واذكر اني قد سالته انه لو كان وضع التربة من باب انه لا يجوز السجود على ما يؤكل و يلبس....

 

 فلماذا لا نضع ثمانية ترب تحت كل عضو من اعضاء السجود ؟؟

 

فلم اسمع منه اجابة شافية ومقنعة .... فدخل الشك في قلبي حول هذه المسالة...

 

ثم تبعته بسؤال آخر اذ قلت له:

لو أتيت بسجادة وأخذتها وغسلتها ونشرتها تحت الشمس فهل تكون تلك السجادة نجسة ام طاهرة ؟؟

فقال طاهرة طبعا ...

فقلت له:

ولم لا يصح السجود عليها اذن؟؟

مرة أخرى لم تطرق أسماعي اجابة مقنعة منه !!!

 رغم احترامي له لم يأتي بأدلة مقنعة لي يومها ... وكبديل للتربة بدأت استعمل أحيانا ورق الشجر لوضعه تحت جبهتي أثناء السجود... 


 المهدي الخرافه لم لا يخرج ؟؟؟!!!


كان الوضع السياسي متأزم في العراق حينها وخاصة ضد الشيعة .... فقال لي احدهم ان لم يخرج المهدي في هذه الضر وف فمتى سيخرج ؟؟

 

لقد قتل علماؤكم وشردت طائفتكم ولم يخرج المهدي لنصرتهم فمتى سيخرج اذا؟؟ فهل علمائكم اشجع منه ؟؟!!

 

وعندما اخبرني إخوتي الكرام بان أهل السنة يؤمنون بالمهدي ولكن ليس بنفس الطريقة الخرافية الشيعية....  كانوكأنه ماء بارد نزل على قلبي.. فحمدت الله ألف مرة على ذلك ... وقد اطمأن قلبي

 

واذكر ان الاخ الذي شرح لي معتقد اهل السنة والجماعة في المهدي كان اسمه عمر ... فجزاك الله الف خير اخي عمر وجمعك بابن الخطاب في الجنة ... 

أنا وخالد في كربلاء ... وعلي رضي الله عنه يقطع الرؤوس ...


وسط مرحلة التحول وأثناء تلك النقاشات قررت أنا وأخي خالد الذهاب إلى كربلاء... كان لنا بيت للعائلة في كربلاء فنزلنا به .... ثم ذهبنا إلى ضريح الحسين رضي الله عنه... وجلسنا في زاوية قريبة من القبر... وبدأت أنا استمع لما يقوله الزائرين ..

جاءت إمرأة   فقالت للحسين:

( إذا لم ينجح ابني في المدرسة هذه السنة فسوف يأخذوه إلى الخدمة العسكرية..فأريد منك ياابا عبد الله أن تنجح ابني  

 

) ثم جاءت أخرى تشتكي زوجها وانه يريد أن يتزوج عليها وثالثة بيدها خيط للخياطة تلفه حول القبر لكي تخيط به ثوب العرس لابنتها وهي تردد ( أريدها منك يا حسين....أريدها منك يا حسين)...

 

الناس يطوفون حول القبر ... لماذا هذا الطواف ؟؟

 

أجاب احد سدنة القبر وما أكثرهم (لان الحسين لم يحج ذلك العام)... ذهبنا بعدها إلى النجف لمشاهدة نفس المهازل ....

وداخل ضريح علي رضي الله عنه غفي أخي خالد فتركته لأنه كان تعبا من السفر وحرارة الجو ...

 

وأنا أرى الذبائح تؤخذ من قبل السدنة لذبحها....وأرى الجنائز بطاف بها حول القبر قبل دفنها في مقبرة النجف والتي تعتبر من اكبر مقابر العراق ... طواف حول القبر ودعاء من علي واستغاثة به وكلام معه وكأنه حي يرزق

بعد أن أفاق آخي خالد من نومه قال لي انه قد رأى في نومه أن عليا رضي الله عنه وبيده سيف يقطع فيه رؤؤس الناس الذين يطوفون حول قبره ... نعم والله هذا ما قاله آخي الحبيب خالد ...

وكان القــــــــــــــــــرار الحاسم ....


بعد نقاش طويل قررت مع نفسي إعلان انتقالي من الشيعة إلى مذهب أهل السنة والجماعة...

قررت أن افعل ذلك في صلاة المغرب... فقد كانت أول صلاة لي في مسجدي الحبيب وأنا شيعي ولتكن أول صلاة فيه وأنا سني....

توضأت وتوكلت على الله وكان الوقت صيفاً... وبدأت خطواتي إلى المسجد... كانت خطوات طويلة وشاقة...

في الطريق إلى المسجد وسس الشيطان :

(كيف تترك دين آبائك وأجدادك... كيف ستواجه اهلك... كيف ستواجه أصدقاءك الشيعة....كيف ستواجه عالم الدين حسين الصدر.... أنها فضيحة للعائلة....)

 

سيل من الشكوك والوساوس والعقبات....خطواتي إلى المسجد كانت مصاحبة لدموع في عيني من فرحتي وسروري بذلك القرار.... بفضل الله وصلت إلى المسجد ذهبت وتوضأت.... ثم تقدمت في الصف الأول والجميع ينتظر مني الانحناء لوضع تربتي فقد اعتادوا على ذلك....

كبر الإمام ولم انحني كبرت ووضعت يدي اليمنى على ليسرى وكانت هذه أول مرة أتكتف في الصلاة فركعت ثم سجدت أول سجدة لي وأنا سني ... سجدت على السجاد بدون تلك التربة...

 

رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم في منامي ..

 

انتهت تلك الصلاة وانتهى معها ماضي مظلم من خرافات الشيعة وظلالهم.... عدت إلى البيت فرحا لم تسعني الدنيا .... بعد ليال قليلة رزقني الله برؤية الحبيب المصطفى في رؤية اذكر تفاصيلها إلى يومي هذا .... استيقظت من نومي وفي عيوني دموع الفرح لرؤية الحبيب المصطفى... صلى الله عليه وسلم 


إخواني اهل السنة والجماعة والخلق الرفيع ...


لا اخفي عليكم كان لخلق إخوتي من أهل السنة والجماعة وطول بالهم في الحوار كان لهم أثرٌ كبير في هدايتي... هذا طبعا بعد توفيق الله لي ورحمة وفضله....

 

هذه هي رحلتي من دين آبائي وأجدادي إلى مذهب الحق مذهب اهل السنة والجماعة ..

لا تنسوني من صالح دعائكم في ظهر الغيب

 

إنتهت ...