(سيرة ذاتية )
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ـ وبـعـــــــــــــد أكتب إليكم قصة هذا الشاب الشهيد نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا أحمد بن موسى التريكي شاب في المرحلة الثانوية وكان هو على مذهب الأمامية الإثني عشرية وشرح الله صدره وأصبح من أهل السنة والجماعة. ولقد زارني الأخ أحمد التريكي عام 1419هـ في شهر رمضان المبارك ولقد كانت الجلسة طيـبة وتحدثت معه عن التوبة والسعادة والرجوع إلى الله عز وجل وفي يوم الغد زارني مرة أخرى وجلست معه وتحد ثـت معه عن بعض المواضيع المتعلقة به ثم بدأت علا مات الاستقامة تظهر على الأخ أحمد ثم أخذ بثيابه الطويلة وأسرع بها إلى الخياط ليقصرها لتطبيق سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ولقد بدأت الرحلة مع الأخ أحمد في طريق الهداية ثم زرنا معه الشيخ حسين آل الشيخ وكانت الجلسة معه أخذ بعض التوجيهات عن مذهب الرافضة ثم رجعنا منالشيخ وهو يقول لقد وجد ت الراحة والسعادة بهذا الدين العظيم ثم ذهبنا إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة في شهر رمضان المبارك ولما بلغنا مكة بيت الله الحرام بكى أحمد لرؤية الكعبة ثم إلتقينا با لشيخ صالح بن حميد إمام الحرم المكي وبعض من طلبةالعلم وكان الأخ أحمد حريص على الوقت وكان يجلس في الحرم وقتا طويلأ ويقرأ القرآنكثيرا ومداوما على ذكر الله وفي أثناء عودتـنا من مكة بالسيارة كان يقول أحمد إننيأشعر بعد تأديتي للعمرة براحة وطمأنينة لم أجدها في حياتي من قبل وكان لسان حالهيقول أين نحن من هذه المشاعر العظيمة فجاشت عيناه بالبكاء..ثم رجعنا إلى الجبيلوكان أحمد حريصا على حفظ القرآن وطلب العلم وبعدها زرنا الرياض والتقينا بسماحةالشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه وكذلك الشيخ عمر العيد وبعض من طلاب العلمبالرياض وفرحوا بالأخ أحمد لما ترك المذهب الرافضي وكانوا يوصونه بتقوى الله عز وجلوطلب العلم الشرعي والصحبة الطيـبة وكان الأخ أحمد طيـبـًا شجاعـًا سمحـًا متواضعـًا، يحب أن يخدم الصغير والكبير، حريصـًا على الدعوة إلى الله عز وجل وكان يحب أن يدعوا أصدقاءه الذين كانوا معه ثم توجه إلى الحج لأداء الفريضة مع طلاب العلم والجاليات من الرياض ولما أدى الفريضة عاد فرحـًا مسرورا. وبعدها سافرنا معه إلى الكويت لأجل الدعوة إلى الله عز وجل وكان حريصا على توزيع الأشرطة والمطويات ودعوة الناس إلى دين الحق والتقينا هناك بالشيخ أحمد القطان والشيخ نبيل العوضي حفظهما الله. زار أحمد منطقة القصيم والتقى بالشيخ محمد بن صا لح العثــــيمين رحمه الله ، والشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله ، وطلاب العلم بالقصيم وكان حريصـًا على الفائدة وخاصة في مجالس الشباب وكان أحمد يعاني معاناة شديدة من أهله حتى وصل الحال إلى طرده من بيته ولكن الإيمان الصادق وهو الذي يعين العبد على الثبات على هذا الدين العظيم وكذلك من قبله الأنبياء والرسل وهذا بلال رضي الله عنه مؤذ ن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعذ ب من قبل قريش بعد إعلان كلمة التوحيد وكان يعـذ ب في رمضاء مكة حيث إنه سأ ل رضي الله عنه. كيف صبرت يا بلال؟ قا ل لقد مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب فصبرت ، والنبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت نعليه بالجنة. وكان أحمد يفكر دائما بالشهادة في سبيل الله عز وجل ودائما يقول أتمنى أن أموت في سبيل الله عز وجل وبعدها توجه الأخ أحمد إلى أفغانستان لمشاركة إخوانه المجاهدين ضد أمريكا ولقد قتل الأخ أحمد التريكي في أفغانستان خلال الهجوم الصليبي على تلك الأراضي ونسأل الله تعالى أن يجعله من الشهداء في سبيله . فعلى هذا .. كان ينبغي على كل مسلم أن يثبت على هذا الدين العظيم ويلتزم بشرائعه السمحة، حيث أنه لا عـز ولا فخـر غـيـر هذا الديـن العظيم والإنسان في هذه الحياة الدنيا يعمل ويحقق العبودية لله عز وجل من أحل الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعد ت للمتـقـيـن ، جنة قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات). وكان لدى الأخ أحمد بعض القصائد النبطية التي تتكلم عن حاله وحال إخوانه، ولديه وصية لأهله. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبله من الشهداء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويحسن اليه