إقرار أهل البيت رحمهم الله بفضائل الصديق والفاروق وذي النورين رضي الله عنهم أجمعين
منها مثلاً : أن علياً رضي الله عنه لم يفته أن يسمي أحد أبنائه بأبي بكر ، وآخر بعمر ، وثالثاً بعثمان وهؤلاء الثلاثة ولدوا في عهد الخلفاء الثلاثة كما لايخفى ، وكان الأمير رضي الله عنه قد علم بما سيقوله من يدعي أنه من شيعته في هؤلاء الخلفاء رضي الله عنهم ، فأراد أن يحرجهم ويكشفهم .
وكذلك كأن شأن ابنه الحسن رضي الله عنه حيث سمى أحد أبنائه بأبي بكر وستقف بعد قليل على علة تسميته أسماء ابنائه بعمر مرارا ، ولم يخالف في ذلك الحسين رضي الله عنه ، فقد سمى أحد ابنائه بأبكر وآخر بعمر وكذلك الشأن ابنه زين العابدين رحمه الله حيث سمى أحد أولاده باسم الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه وآخر بعثمان ، أما هو فقد أحب أن يكنى بأبي بكر ، وكذا حال بقية أهل البيت فهاهو الكاظم يسمي أحد أبنائه بأبي بكر وآخر بعمر ، وكان ابنه الرضا يكنى بأبي بكر ، ولعل في سرد بعض من هذه الأسماء أيضاً مايؤيد أن حب آل البيت لهم ممتد في أبنائهم وأبناء أبنائهم :
أبوبكر بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
عمر بن الحسن بن علي بن الحسن .
عمر بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
عمر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
ولاشك أن لعامل الأسم دلة نفسية لا تخفى ، ولعل من يزعم أنه من شيعة الأمير وأهل بيته رضي الله عنهم أن يسأل نفسه إن كان يستطيع أن يسمي أحد أبنائه بأسم من اغتصب حق الأمير ، والرواية الآتية تدل على أهمية عامل الأسم هذا .
روى القوم أن معاوية رضي الله عنه استعمل مروان بن الحكم على المدينة وأمره أن يفرض لشباب قريش ، ففرض لهم ، فقال علي بن الحسين : فأتيته فقال : ما أسمك ؟ فقلت علي بن الحسين ، فقلت ما سم أخيك ؟ فقلت : علي ، فقال : علي علي ؟ مايريد أبوك أن يدع أحداً من ولده إلا سماه علياً ؟ ثم فرض لي فرجعت إلى أبي فأخبرته ، فقال : لو ولد لي مائة لاحببت أن لا أسمي منهم إلا علياً
وفي رواية أن يزيد قال له : واعجباً لأبيك سمى علياً وعلياً فقال : إن أبي أحب أباه فسمى باسمه مراراً
فتأمل أنه لما أحب أباه سمى بأسمه مراراً ، وكذا كل من سبق ممن سمى أبابكر أو سمى عمر فهو محب لأبكر وعمر ، ولذا سمى بأسميهما رضي الله عنهم أجمعين .