قال الله تعالى (و ما خلقت الجن و الأنس الا ليعبدون )الذاريات/56 ،
ما قال على الحسين يلطمون ويبكون
وللزنجيل الفارسي على الرؤوس يضربون..
ويسفكون الدماء لأجله رؤوسهم بالسيف يطبرون..
و له النذر ينذرون..
و حول قبره يطوفون..
كطواف الكعبة و يزيدون..
و يدعوه لقضاء حاجاتهم و يسألون!!
أفلا تعقلون؟؟
سيدي الفاضل: كل عام يمر علينا عاشوراء ب(365) يوماً
(فكل يوم عاشوراء و كل أرض كربلاء.. ذلك قولكم بأفواهكم)
و نمارس فيه طقوس و عادات أسميناها شعائر الله وماهي بشعائر الله
وما أنزل الله بها من سلطان
انما هي تعبير عن جنوننا و جهلنا و تخلفنا و ضلالنا و أبتعادنا عن الله و دينه،
فأحببنا الحسين أشد حباً من الله و النبيين و المرسلين و النبي وآل بيته
و تلك هي المغالاة في حبه (و من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله و الذين امنوا اشد حبا لله و لو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا و ان الله شديد العذاب) البقرة/165..
ما سمعنا بالنبيين والمرسلين لطموا و جُنّوا وبكوا!!
وأقاموا العزاء سنوياً لفقدهم ولداً أو أخاً أوزوجة.. أو...أو..
.بل آمنوا أن ما أصابهم أنما هو قدر الله و أمره وعليهم الأيمان به
وما فقْد النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله و سلم) لولده ابراهيم الا مثلاً لنا
وعلينا الأقتداء به حين قال (صلى الله عليه و آله و سلم)
(ان العين لتدمع و القلب ليحزن و انا لفراقك يا أبراهيم لمحزونون)
فما لطم وما بكى و ما صرخ و ما ضرب الزنجيل وما طبر رأسه بسيفه وما أمر قومه
وأصحابه بإقامة العزاء سنوياً!!
و حين أستُشهد الأمام علي (ع) ما طبر الحسن و الحسين (ع) رأسيهما بسيفيهما وما أقاما العزاء سنوياً و ما أمرا الناس بذلك إنما قالا انا لله وانا اليه راجعون
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)البقرة!
هذا أمرهم وعلينا إحياء أي عمل مما عملوا من عبادة لله تعالى!
و تلك هي رسالة الله و رسوله إليكم سيدي الفاضل لأداءها والعمل بها و
حث رعيتكم على التوقف عن الجنون والجهل و العودة لله ورسوله
و لنبدأ عبادتنا لله من قوله (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا)المائدة/3
فلنتمسك بكتاب الله و سنة نبيه و لنترك ما أُستُحدِث بعده فما هي الا شوائب دخلت على ديننا
بقصد أو بجهل لتشويهه،
و ما تحريم شائبة التطبير الا خطوة إيجابية للإصلاح
و نسأل الله المزيد من الأصلاح كتحريم الطواف بالمراقد وتحريم دعوة أو سؤال أي من عباد
الله و تحريم النذر لهم، و السجود لله دون حجارة (تربة)
وتصحيح تفسير القرآن تفسيراً يُفهم من قبل كافة مسلمي العالم في الشرق و الغرب
لا فقط بشيعة العراق الذين يفهمون أن القرآن نزل لأجل أهل الكساء فقط وخُلقت
السماوات و الأرض لأجلهم أيضاً !! روايات لاصحة لها
والدليل (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)!!
(و قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم
صادقين) البقرة /111 ثم أود طرح بعض الأسئلة و أرجو منكم الرد دون حرج
ومن الله التوفيق :
( 1 ) هل لكم أن تُعلنوا لنا سنوياً ميزانية الحوزة من واردات الخمس وواردات مراقد الأئمة
وتبرعات كبار التجار وصغارهم العراقيين والخليجيين والأيرانيين و غيرهم؟؟
هل لكم الأفصاح كما تعمل حكومتنا رجاءاً؟؟؟
( 2 ) كم من الأموال تُصرف وتُهدر أو تُبذر لأجل إقامة الشعائر الحسينية؟؟
ان كانت مئات مليارات من الدولارات أو الدنانير!!
كم مسجد يُبنى بها لعبادة الله؟؟
و كم مدرسة علمية نموذجية تُبنى بها لأطفالنا الأحبة
بدلاً من مدارس الطين و القصب و البردي؟
و كم بيتاً لأيواء ملايين الأرامل و الأيتام الذين يعيشون بالعراء تحت أشعة الشمس الحارقة
بالصيف و البرد القارص بالشتاء؟
و كم تُشبع من البطون الجائعة؟
و كم مولد كهربائي يُشترى بها لأنارة ليالي الأرامل و الأيتام الدامسة الظلام؟
و كم ثوباً يستر عورة العراة الحفاة و ما أكثرهم في عراقنا اليوم..؟؟
تدبّر قوله رجاءاً:
(للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا و ما تنفقوا من خير فان الله به عليم) البقرة /273 .
( 3 ) هل تعتقد أن الحسين (ع) بحاجة الى ما نقوم به من جنون؟؟
وهل تعتقد أنه يرضى بذلك؟
و لو تبرأ منا و مما نعمل لأجله في يوم لارجعة فيه ماذا نفعل؟
(وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَ رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (16) وَ قَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَ مَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) )/البقرة.
ألم تعلم أن الملايين من الجاهلين في ذمتكم و عليكم من الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر و أن لاتخافون في الله لومة لائم؟؟
ثم ألم تعلم أن الحسين (ع) هو أبن بنت رسول الله وأبن من لم يسجد لصنم وجاهد في سبيل
الله بنفسه وماله؟
ألم تعلم أنه في جنات النعيم؟
ان علمنا أن الحسين في جنات النعيم فلماذا نلقي بأيدينا في جهنم الدنيا والآخرة ببكاءنا
وعويلنا و سوادنا و لطمنا و سفك دماءنا من أجله؟؟
أهو إعتراض منا على أمر الله؟؟ أم ماذا؟؟
لِمَ لا تحرم المواكب فوراً و تحرم كل الشعائر الحسينية وتحث الناس على الأقتداء بالحسين
(ع) وجده المصطفى (صلى الله عليه و آله و سلم) وعمل و لو 1% مما عمل النبي (صلى
الله عليه و آله و سلم) وآل بيته (عليهم السلام) من إقامة صلاة واجبة و نوافل و صوم
وزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله.. ألخ..
لننال رضا الله و رسوله و الحسين!!
لِمَ لاتقتدي بأُولي العزم كخليل الله الذي تحدى قومه في سبيل الله و حطّم الأصنام، وحبيب الله
محمد (صلى الله عليه و آله و سلم)الذي تحدّى أهل الجاهلية و حطّم أصنامهم و نشر دين الله
الواحد الأحد في كل بقاع الأرض؟
( 4 ) هل تعلم أن الشعائر الحسينية أصبحت تجارة و بالدولار!!
نعم بالدولار فأبحث عن القرّاء (محبي الحسين) فكل رادود له سعره الخاص كالمطربين
لإحياء الحفلات تماماً !!
فنجم العراق المتلأليء (الكربلائي) مثلاً يقرأ اللطمية في حب الحسين بآلاف الدولارات
(لايتعامل بالدنانير!!) تجارة رأس مالها (حب مزيف و رياء) لآل بيت الرسول (صلى الله عليه
و آله و سلم)..
ناهيك عن لحن القصيدة فمنها على وزن أغنية خدري الجاي خدري عيوني ألمن أخدره،
ومنها على وزن أغنية (عبرت الشط على مودك خليتك على راسي)!! (أفلا تنتهون)
( 5 ) هل تعلم أن مولدات الكهرباء الخاصة بمراقد الأئمة في عراقنا في النجف و كربلاء
والكاظمية و سامراء وغيرها قادرة على إنارة العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى
غربه (وان كانت مبالغة) فهي بكل تأكيد قادرة على إنارة آلاف البيوت الفقيرة المحيطة
بالمراقد وإسعادهم!!
فلماذا الجهد الكبير لإنارة بناية صاحبها بين الحور العين في جنات النعيم!!
في حين يُحرم منها الأحياء من الشيوخ والعجزة و الأرامل والأيتام والفقراء الذين قلب
الظلام حياتهم الى جحيم؟؟!!!
( 6 ) ألا تعتقد أننا بشعائر الحسين و المواكب والتشابيه.. نتخذ آيات الله هزوا؟؟
ألم تعلم ما يحدث لرعيتكم من جهل وضلال وشرك بالله؟؟
إليك ما حدث في مدينة (الثورة/ زمن عبد الكريم قاسم(رح) ـ مدينة صدام/ زمن صدام ـ
مدينة الصدر/ زمن حارة كل من إيدو إلو ـ مدينة الله أعلم/مستقبلاً):
أتصلت بأبن عمي للسلام و التحية فقص لي ما يلي:
قال أن أعظم تشابيه (تمثيل واقعة الطف) قد أُقيمت في مدينتهم/الثورة، وكُلّفَ هو بالحفاظ
على ماء في وعاء كبير (طشت) ليزود العباس (ع) ببعض الماء ليأخذه للحسين العطشان،
قبل أن تبدأ التشابيه قدِمت النساء للماء لأخذ بعض منه ظناً منهن أنه ماء العباس المبارك
قائلات له (خاله أنطينا من ماي العباس أبو فاضل مريضات و نريد الشفاء منه )!!!
نسيْن أن الله هو المشافي (واذا مرضت فهو يشفين) الشعراء/80!
قال فكاد الماء أن ينفذ ولم يبق الا القليل وهن لازلن يطلبن المزيد من الماء وتشاجرن فيما
بينهن بسبب الماء..
قال حتى نفذ صبري فصرخت بهن قائلاً (الماء خلص وإذا جاء العباس شنطيه ميرندا لو
بيبسي !!)
أأعجبتك القصة؟
أنبكي على خيبتنا و تخلفنا وضلالنا
أم نضحك ونحن نحس ونشعر أننا نعيش عصر الجاهلية؟؟
مصيبتنا أننا نقرأ كتاب الله لكن دون تدبر وقلوبنا مقفلة ونقول ون ُصِر أننا أفضل مذاهب
الأسلام و نحن الأصح وبأيدينا قرار شفاعة أهل بيت الرسول محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم) وأن الحسين سفينة النجاة لنا إن ركبناها نجونا من عذاب الله!!
(ختمت القرآن عدة مرات وما قرأت فيه ذلك)
فمن أين لكم هذا؟؟
و ما بالكم بقوله تعالى: (و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم و لا ينفعهم و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات و لا في الارض سبحانه و تعالى عما يشركون )يونس/18.
(من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) الروم/32.
فلنتق الله و نعبده وحده ونستغفره قبل أن يخسف بنا الأرض ويزلزلها زلزالاً شديدا
وهو على كل شيءٍ قدير!!!!
(7 ) نحن نلطم ونُجن لأستشهاد الحسين و أهل بيته وأنصاره والطفل الرضيع حسب القصة
والله أعلم!!
أسألك بالله عليك كم من العراقيين ذُبحوا ولا يزالون يُذبحوا كالحسين ؟؟
وكم طفل رضيع مات مرضاً أو جوعاً أو عطشاً أو تناثر الى أجزاءٍ بمفخخة في وقتنا
وبأستطاعتكم أنقاذهم؟؟
و كم أرملة تعاني مثلما عانت نساء الحسين= (4ملايين )؟؟
و كم يتيما يعاني الفقر والمرض والسرطان والعوق = (5ملايين) و كم.. و كم.. و كم..
أن مصيبتنا أعظم!!
فتفقدوا الأرامل وأكفلوا الأيتام و أكسوا العراة وأشبعوا البطون الجائعة ونوّروا لياليهم
الدامسة الظلام ذلك خير لكم عند ربكم وعند رسوله والحسين والله أعلم وكل ذلك من بيت
مال المسلمين (ميزانية الحوزة المتخمة) لا من جيوبكم.
(و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون الى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) التوبة/105.