جهل الروحانيين في الأصول والفروع.

((هل للروحاني(1) وظيفة خاصة؟ وهل أدى وظيفته؟

هل يمكن للروحانيين أن ينفعوا الناس؟

أعتقد أن جواب هذه الأسئلة كلها النفي, والسبب أولاً: أنه لم يوجد في صدر الإسلام طبقة خاصة مميزة بين الناس تسمى(الروحانيين), وكان جميع المسلمين مشغولون بتعلم الدين ونشره, والأمر بالمعروف, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)(2) وجعل الله تعالى هذه الوظائف في عنق الجميع, فما هي الوظيفة الخاصة للروحاني إذن؟!

ثانياً: إن كانت لهم وظائف خاصة فهم لم يؤدوها قطعا, لأن الفرقة والانقسام حصلت منذ مئات السنين بين المسلمين, والروحانيين كانوا سبباً رئيسياً لذلك, ونشأت بسببهم أكثر من سبعين فرقة, فهؤلاء الذين يدعون المعرفة هم سبب انحطاط المسلمين.

وخذ مثالا: تجد الروحاني يكتب في أول رسالته: (أصول الدين لا يسوغ فيها التقليد) ولكنه هو وأتباعه يقلدون أسلافهم في أصول الدين والمذهب, ولو سألت أي شخص منهم عن أصول الدين والمذهب؟ فسيقول لك: خمسة. 

ولو سألته لماذا نحصرها في خمسة؟! وما الدليل على ذلك؟! لماذا لم يحددها الله تعالى في كتابه بهذا العدد؟! وأين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة أن أصول الدين والمذهب خمسة؟! ومن له حق تحديد أصول الدين, الله أم المراجع والعلماء؟! لِمَ لم يقل الله تعالى: أصول الدين والمذهب خمسة؟!

ولو سألتم: هل أصول دينكم ومذهبكم توافق أصول علي رضي الله عنه أم لا؟ ولِمَ لم يقل علي رضي الله عنه وهو الذي أخذ الإسلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصول الدين والمذهب خمسة؟! ما الفرق بين أصول الدين وفروعه؟!

بطبيعة الحال لن تجد لديهم أي جواب على هذه الأسئلة))

ــــــــــــــــ

(1)              الروحاني: لقب يطلق في العرف الشيعي الإيراني على العالم المتبحر.

  سوانح الأيام ص 180- ص181

ــــــــــــــــ

(2)              رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس وضعفه أحمد والبيهقي وغيرهما