((باسمه تعالى.
سماحة المرجع الأعلى حضرة الإمام الخميني دام ظله العالي.
بعد السلام والدعاء الخاص لكم:
أنا في السبعين من عمري, وكنت أتمنى أن تقوم الدولة الإسلامية والحكومة الإسلامية الأصيلة, وشاركت أربعين سنة في مواجهة الباطل, وقد شاركت مع فدائيي الإسلام وآية الله الكاشاني في حث الناس على المشاركة السياسية, وفي سبيل ذلك قتلت حكومة الشاه مجموعة من أصحابنا, وأصيب حفيدي عندما أطلق عليه النار, وأنا الآن لست في مأمن من يد المتمشيخين, وقد أكثروا عليّ من التهم والافتراء والتكفير.
وأنا أعني أولئك العلماء (الذين يسمون بالروحانيين) الذين خالفوا الدين باسم الدين, وأبادوا أهل الحق باسم الحق, ثم باسم علي عليه السلام يعدّون أتباعه ناصبة وقد ضربوا بالعصي فدائيي الإسلام في المدرسة الفيضية بأمر السيد البروجردي, وصلب المرحوم الحاج الشيخ فضل الله نوري برضا خمسة عشر ألف شيخ منهم, كما صلب اليهود المسيح في زعمهم.
وقد قلتم: إن السنة والشيعة إخوان, لكنني مع بعض أصحابي أخذنا منكم موعدا وجئنا على قم لزيارتكم, ولما رآني أصحابكم ادعوا أن البرقعي سني, ولم يسمحوا لنا بلقائكم في الموعد الذي أعطيتمونا إياه.
أنا أعتقد أنني شيعي حقيقي, وأصحابكم الذين حولكم ليس بأحسن من بعض المنافقين الذين كانوا زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وحول الإمام علي عليه السلام, ولابد أنهم قد خانوك ويخونونك, إذ كيف يسمحون لكبار اليهود والنصارى بزيارتكم ولم يسمحوا لي؟!
في الحكومة الطاغوتية حكومة الشاه, جاء مسئول المدينة والشرطة ومعه صور الشاه وأناس ممن حرضهم علي, وأخذوا مسجدي, ودخلوا داري, وقبضوا عليّ, وأفزعوا زوجتي حتى هلكت, وفي هذه الظروف جاءت الأوقاف بإمام ونصبته للإمامة في مسجدي, وذلك الإمام صار الآن رئيسا عند الإمام الخميني... بمعنى أن المقرب من الشاه صار مقربا من الإمام, ولكني بعد أن كنت إماما لمسجدي لمدة سبع وعشرين عاماً, والآن أنا أمشي حيرناً ليس لدي مكان آوي إليه ولا أستطيع أن أذهب إلى منزلي في قم وهم يهددونني وابني بالقتل, علماً بأن ولدي سجن ثمان سنوات, وأخذوا مني تعهدا في السجن بعدم الذهاب إلى مسجدي وأن لا أحاضر فيه, ومنعوا كتبي, وحرضوا أهل الأناشيد ليقولوا عليّ كلاما فاحشاً على منابرهم, واتهموني بتهم كثيرة, ووصل الأمر إلى تكفيري وقيام كل جاهل بالكتابة في الرد علىّ وطباعة ذلك بإذن من إدارة الثقافة والتعليم, مع أني قد أعلنت أن من له أي أشكال عليّ فليذاكرني وأنا مستعد للمباحثة والمناقشة و ولكن لم يتقدم أحد منهم بشيء, وكل ما ذكرته مراجعه موجودة.
والآن أنا في طهران ليس لي سكن, وأنا مستعد لمناقشتكم أو من تعينونه من قبيل الشيخين (آية الله الطالقاني) أو (آية الله المنتظري) وأن أجلس وأثبت أنني لم آت بغريب, وأنني إنما أنكر الخرافات وأدعو إلى الوحدة الإسلامية, ولا يوجد في كتبي غير هذا.
وإذا ثبت هذا ولم أعط حقي فانا أنتظر ترافعنا غدا يوم القيامة في محكمة مالك يوم الدين, وأنتم مسئولون عن أي ظلم يحدث في الوقت الحاضر, وأنا ومن معي بقينا ثلاث ساعات في ميدان الحرب ضد حكومة الشاه والرصاص ينزل علينا ولم أر عالم دين غيري, وكان كل الذين من حولنا هم أنفسهم الذين كنا نحاربهم في حكومة الطاغوت الشاه وليس ثمة عالم فيهم, وللأسف فإن الرجال الذين كانوا مكرمين أيام الشاه هم اليوم حولك فرحون, وأنا قد أكملت 70 سنة وكل يوم أبيت في بيت من بيوت أصحابي.
وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
على كلٍ: أطلب منكم اللقاء والمقابلة لأبين لكم مظلمتي, وهذه سابع الرسائل التي أرسلها إليكم))
سوانح الأيام ص161-ص163
ـــــــــــــــــــ
(1) رحم الله البرقعي, حسن ظنه بالخميني دفعه لتقديم هذه الرسالة والشكوى له, فصح فيه قول القائل (المستجير بعمرو عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار)