((ومن مؤلفاتي التي جمعت علي الأعداء وجعلتهم صفا واحدا, كتاب (دروس من الولاية), فقد وضحت في هذا الكتاب بعض الحقائق, وبينت شيئا من الشركيات لدى الشيعة والصوفية والشيخية, وكتبت أن الأنبياء والأولياء لا يشاركون الله في صفاته وأفعاله, وكذلك بينت أن ولاية الأنبياء والأولياء لا تتعدى الأمور التشريعية, و وأنه ليس لهم أي قدرة في إيجاد الخلق والرزق ونحوه.
وقد أظهر هذا الكتاب لغطا بين الناس, وانهال عليّ سيل من التهم والافتراءات من قبل علماء الدين, وسبحان الله .. ماذا حدث؟! أنا لم أكتب في هذا الكتاب إلا الآيات القرآنية والأحاديث الموافقة للقرآن!!
كنت أعرف سبب مخالفة الصوفية والشيخية وأمثالهم كلهم لي, فكتابي هذا وكتبي السابقة تجعل متاجرهم كاسدة, ولكن في هذه المرة عادني أناس كانوا يعدّون أنفسهم من المدافعين عن حقائق الشرع, فهل كسدت أيضا مكاسبهم؟!
وعلى كل حال, قام كثير من أصحاب العمائم وخاصة من المداحين والمنشدين وغيرهم, بذمي وتشويه صورتي والتحذير مني.
وبعد صدور الكتاب مباشرة دافع عني بعض العلماء مدة يسيرة ولكنهم بعد أن رأوا الحملة التي قام بها أصحاب دكاكين المذهب تراجعوا عن الدفاع عني وسكتوا, ولعل كثيرا منهم لم يكونوا مستعدين لمواصلة الدفاع عني أو عن كتابي.
وقد رأيت منشوراً (لآية الله ميلاني) يدّعي بأن كتاب (دروس من الولاية) مخالف للقرآن, فذهب بعض علماء قوجان ـ ممن كان يعرفني ـ إلى مشهد وطلبوا من الميلاني الدليل على بطلان الحقائق التي ذكرت, فرأوا بأنفسهم عجزه بعد مناقشة طويلة عن أن يأتي بآية واحدة كدليل على كلامه, ومع ذلك لم يتراجع عن الإعلان الذي أصدره))
سوانح الأيام ص70- ص71