((لما دخلت ليلة التاسع عشر من رمضان اجتمع الناس اجتماعا كبيرا, فقال الواعظ من على المنبر: إن بساط المسجد قد بلي فنطلب منكم أن تتبرعوا بأموالكم لنجدد فرش المسجد, وإمام المسجد لا بد أن يدفع قبل الآخرين. فقبلت ودفعت مائتي تومان وكتبوا اسمي, فجمعوا مبلغا كبيرا, ثم انتهى رمضان وانتظرناهم ليعطونا شيئا نشتري به ما زعموا ولكن لم نر شيئا, بل علمت بعد ذلك أنهم خدعوا خادم المسجد, وأخذوا البسط القديمة وقالوا: سنأخذها إلى شخص يغسله من وقف خصصه لغسل وتنظيف بسط المسجد.
مضى شهران بعد رمضان ولم نر أحدا ممن جمعوا الأموال, ثم رأيت أحدهم في الشارع بعد مدة فسألته: ماذا فعلتم بخصوص بسط المسجد؟ فأجاب: لقد جمعنا المبلغ من الناس لنشتري البساط الجديد ولكننا لم نعين مسجدا معينا!!
على كل حال أكلوا المال ولم يعودوا, ولبجاحة بعضهم كانوا إذا جاءوا إلى المسجد بعد هذه الحادثة يتكلمون عليّ ويذمون أخلاقي, والحقيقة أنني ارتحت من شرهم لما ذهبوا))
سوانح الأيام ص61