البروجردي واستخدامه الإرهاب الفكري لفرض مرجعيته.
((كنت أدرس الفقه والأصول في مرحلة الخارج, وكان ألعلم من وجهة نظري هو (الحجة الكوه كمري) وكنت أصرح لطلابي أن السيد الحجة هو الأعلم.
وبعد أيام وجدت في منزلي ورقة ألقيت ليلا, وفيها تهديد لي ووعيد إن ذكرت لأحد بأن الأعلم غير السيد (البروجردي) وان ذلك سيعرضني للمشاكل والمحن.
في الحقيقة لم ألق أي أهتمام لهذا التهديد, وكنت أقول رأيي بكل صراحة, ومن لطيف تقدير الله أني ذهبت يوم الجمعة لزيارة أحد أقاربي وتعزيته, واسمه (آية الله فيض) وكان من أهل قم ويدعي المرجعية أيضا, وكان عنده مجلس عزاء, ولما وصلت عنده عزيته وسليته, والغريب أنه أن قبل ذلك كان يظهر الملاطفة لي, إلا أنه قابلني هذه المرة بوجه مختلف, فوجهه عبوس بشكل واضح, وملامحه تدل على أنه غير راض عني بالمرة, فقلت: هل بدا لك مني شيء حتى تقابلني بوجهك العبوس؟
فقال: في الحقيقة لم أكن أتوقع منك ما حدث.
قلت: وماذا حدث؟
فقال: لقد أزعجتني رسالتكم التي هددتني فيها بتشويه سمعتي في أسواق قم, إذا أخبرت أحدا برأيي في أعلمية غير (البروجردي) فقلت له: لا علم لي بهذه الرسالة, وهي مزورة, وحتى لو كان عليها توقيعي فهي مزورة, وحلفت له حتى على ذلك.
الحقيقة أنني خرجت من عنده وأنا مصاب بالذهول من الطريقة والأسلوب الجديد في تعيين المرجع بالقوة والتهديد, وقد تأكدت أن أيادي عميلة للغرب بدأت تلعب حتى بالمرجعية, وأنها هي التي تريد فرض (السيد البروجردي) مرجعا للتقليد, وقد تأكدت أكثر من خلال بعض القضايا التي حدثت بعد ذلك وكيف استفادوا منه.
فوا أسفاه على المقلدين الذين تتلاعب بمرجعيتهم تلك الأيادي الخفية.
ولقد رأيت بنفسي كيف أحاطوا المرجع ببعض الشيوخ ـ من طلاب الدنيا ـ الذين يبالغون في مدح من يريدون, ويسعون في إسقاط من لا يريدون))
سوانح الأيام ص31