((والحقيقة أن من دواعي النظرة السيئة لدى الناس في ذلك الوقت عن علماء الدين ورجاله, هو ما انتشر عن بعضهم من المخالفات, لاسيما ممن تصدى للقضاء, حيث عُرف بعضهم بأخذ الرشاوى وتزوير الأوراق, لاسيما أن المحاكم العدلية لم تـشيد بعد, وكان تسجيل الوثائق والمستندات موكولا إلى رجال الدين.
فكان علية الناس من خلال الرشاوى يستولون على أراضي مئات من الأشخاص الآخرين, ويذهبون إلى (شيخ الإسلام) فيزور لهم سندا يمتلك به الأرض. بل وقع أشد من ذلك: وهو أن بعضهم زوّج امرأة متزوجة لآخر!! وعلى سبيل المثال:
ذكر لي (الشيخ جواد شريعتمداري) وهو من علماء طهران آنذاك, وكان إماما لمسجد (الحاج رجب علي) في حي (درخونكاه) أن رئيس قرية (زنجان) عشق امرأة رجل ثري في القرية, ثم استغل الرئيس فرصة سفر زوجها, فأتى بشهود زور وأعطاهم بعض المال, فشهدوا بأن زوجها قد مات, فعقد شيخ القرية لذلك الرئيس على تلك المرأة مع علمه بكذب الشهود, ثم عقدوا حفل الزواج علانية, وعندما رجع الرجل فوجئ بزواج امرأته, ولما ذهب للشيخ وسأله أخبره بأن الشهود شهدوا على موته وأمر بطرده, فأخرجوه من مجلس (شيخ الإسلام)!!))
سوانح الأيام ص19