أحوال رجال الدين الشيعة وصراعاتهم.

((هذه النكبة جاءت على رجال الدين في وقت كانت أحوال كثير منهم مزرية, فكثير منهم عقائده فاسدة, وأخلاقه سيئة, وقد أبغضهم كثير من الناس, حتى أنك لا تجد رجلين من رجال الدين الذين يسمون بـ(الروحانيين) في قرية واحدة متوافقين أو متصالحين, بل كل واحد منهما يسعى في فضح الآخر واتهامه, ولا يجتمعان على مائدة.

أذكر هنا حكاية مضحكة نستطيع أن نفهم من خلالها مستوى تفكير أصحاب العمائم في تلك الأيام التي بدأت حكومة بهلوي نزع عمائمهم وثيابهم:

يذكر أن رجلين من رجال الدين الروحانيين ذهبا للدعوة في إحدى القرى, فدعاهما رئيس القرية عنده, فلما حضرت الصلاة ذهب أحدها ليتوضأ, فسأل رئيس القرية الآخر: كيف علم صاحبك؟ فقال (هو كالحمار لا يفقه شيئاً), وكان قصده أن يستأثر بالمكانة في تلك القرية, فلما خرج الثاني للوضوء, سأل رئيس القرية الذي أتى: كيف علم صاحبك؟ فقال (هو كالحمار لا يفهم شيئاً), فلما حضر وقت الغداء إذا به يقدم لهما شعيرا ونخالة قمح في وعاء, فتعجب الرجلان! فقال لهما رئيس القرية: (في الحقيقة لم أكن أعرف أحدا منكما, فسألتكما فأخبرني كل واحد منكما أن أخاه حماراً, فأتيت لكما بطعام الحمير! )) 

سوانح الأيام ص18