((مع وقت المغرب دخل شيخ ـ علمت فيما بعد انه حلّ عليهم من أيام ليؤمهم في رمضان ـ فصلى معه بعض الناس, وقد رآني فسلمت عليه ولكن لم يردّ علي السلام أبدا!! بل لم يلتفت لي!! ورجع بعد صلاته.
خرجت من السجد فتوجهت إلى مقهى قريب, وسألت صاحبه: هل أجد غرفة للإيجار يكون فيها مصباحا ولحافا أبيت فيها؟ فأخبرني عن غرفة خلف المقهى للإيجار, فنمت فيها تلك الليلة, وفي الصباح خرجت لأرى ماذا افعل, فرآني شخص من أهل القرية وقال: لماذا لم تأت البارحة للإفطار في منزلي؟ وأخبرني بأنه كان دعا شيخهم (النجفي) وأنه طلب منه أن يحضرني معه, فقلت: ذلك الشيخ رآني ولم يلتفت لي فضلا عن أن يخبرني بدعوتك.
كان هذا الرجل اللطيف يقال له (حاجي آقا), عندما قال لي صاحب الدعوة ذلك علمت أنه لم يلتفت لي وتركني جائعا في البرد وذهب إلى الإفطار لوحده, لأنه خاف أن أجتمع معهم على ألإفطار فيعرف الناس أنني من أهل العلم فيتركوه وينصرفوا إلي, ثم يطلبوا مني البقاء عندهم فأنافسه عليهم.))
سوانح الأيام ص14- ص15