"وبعد فقد ألح بعض الأصحاب والأحباب، بأن يكتب لهم العبد الفقير: أبو الفضل ابن الرضا البرقعي فصولا عن أحواله، وشيئا مما جرى له أيام حياته، وأن يشرح لهم ما يدين الله به من الاعتقاد، لقطع الطريق أمام المفترين بعد الممات، فقد جرت العادة بأن يكثر أعداء كل من حارف الخرافات، وأن تنهال عليه تهم التكفير والتضليل.. كيف لا وقد انقلب المنكر عند أهل الخرافة إلى مشروع، وصار المتمسك بالبدع له أعظم الثواب.. معتمدين في ذلك على كثير من الأحاديث الواهية التي قد يعتقد صحتها بعض الجهال، وأحمد الله أن وفقني لبيان ضعفها.
والله يعلم أنني أعتقد بأن حياتي لا تستحق أن يكتب عنها، غير أن إصرار الأحبة وتكرارهم الطلب دعاني للإجابة حياء منهم، مع أنني ذكرت نُبَذا من ذلك في بعض تآليفي، فأستسمح القراء في أن أكرر هاهنا بعض تلك المطالب".