نقاش البرقعي مع السيد الفلسفي وإثبات بطلان خرافات الشيعة.

((أذكر يوما أني كنت أريد الذهاب إلى العيادة لزيارة بعض المرضى, فذهبت إلى موقف الباصات, وبينما أنا انتظر إذ وقفت أمامي سيارة خاصة, ونادني شخص جالس في المقعد الأمامي باسمي, فقال: "السيد البرقعي تفضل" فنظرت فإذا هو الواعظ المعروف (بالسيد الفلسفي), فركبت, قال بعد السلام والتحية: أين أنت يا سيد برقعي؟ وماذا تفعل الآن فليس لك أي خبر؟

قلت: يا سيد فلسفي: أنا قاعد في البيت بسبب عقائدي, لو كنت تعلم عقيدتي لما أخذتني من الطريق.

قال: ولكن ماذا تقول؟

قلت: أقول: إن الأناشيد المنتشرة اليوم ـ النياحة على الحسين ـ  محرمة, وأقول: الذهاب إلى المنبر واستماع هذه الأناشيد حرام, ومساعدة أصحابها حرام.

قال: لماذا؟

قلت: لأن أكثر ما يقول أصحاب الأناشيد يناقض القرآن, الأمر الذي يجعلهم أعداء للرسول والأئمة عليهم الصلاة والسلام.

قال السيد الفلسفي: وهل أنا مثلهم؟ هل منبري يجري عليه تحريمك؟!

قلت: نعم حرام.

قال : لماذا؟

قلت: حتى تفهم قصدي ومرادي, هل تذكر يوم عاشوراء عندما كنت على المنبر الذي في السوق؟

قال: نعم.

قلت: أنا في تلك الأيام كنت في طريق عودتي من السوق وسمعت صوتكم فعرفتك, فوقفت أستمع لكلامك, وكان مما سمعت قولكم: (إن الإمام وهو في بطن أمه يعلم كل شيء.

فقال: نعن ذُكرَ هذا الأمر في رواياتنا. (1)

وكان قصد الفلسفي الإشارة إلى الروايات التي تذكر أن الإمام يعلم الغيب وهو في بطن أمه عن طريق أعمدة النور التي يراها أمامه ويرى منها كل شيء.

فقلت: أولاً:- إن هذا القول يخالف القرآن الذي يقول الله فيه: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)"النحل آية78".

ثانياً:- ذكرت في آخر موعظتك صحراء كربلاء, وقلت: عندما جاء الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة منعوه من دخولها, حيث وقف (الحرّ)(2) أمامه ومنعه من دخول الكوفة, فاضطر الإمام الحسين إلى سلوك طريق آخر وكان الحر يتعقبه, حتى وصل إلى مكان امتنع عنده فرس الإمام عليه السلام عن الحركة, فرأى الحسين أعرابيا فناداه وسأله: ما اسم هذه الأرض؟ فقال: الأعرابي: (القاذرية)(3).

فقال الحسين: ما اسمها الآخر؟ فقال: شاطئ الفرات. فقال الحسين: ما اسمها الآخر؟ فقال: نينوى. فقال الحسين: ما اسمها الآخر؟ فقال الأعرابي: كربلاء.

فقال الحسين: نعم لقد سمعت من جدّي قوله: مرقدك كربلاء.

قلت بعد ذلك: يا سيد فلسفي, هذا الإمام الذي كنت تقول في أول الخطبة أنه يقرا القرآن ويعلم كل شيء وهو في بطن أمه, كيف عرف الفرس الأرض ولم يعلمها الإمام إلا بعد سؤال الأعرابي؟!

يا سيد فلسفي, ما هذا الإمام الذي تزعمون؟! يعلم فرسه قبله معاذ الله! هل هذا هو مقام الأئمة؟ هل هذا هو معدن الإسلام؟ لماذا لا تتأملون في الراويات وتدققون فيها؟!

وليعلم القارئ أن السيد الفلسفي يُعدُّ من أحسن وعّاظهم.. فتأمل كيف سيكون حال أهل المنابر الأخرى!))            

 سوانح الأيام ص83- ص86

ــــــــــــــــــــــــــ

(1)   مثل تلك الروايات رواها شيخ القميين أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار المتوفى  سنة 290 في كتابه (بصائر الدرجات) في  باب/ في الأئمة أنهم تعرض عليهم الأعمال في أمر العمود الذي يرفع للائمة وما يصنع بهم في بطون أمهاتهم

 

(2) الحرّ بن يزيد الرياحي. أرسله عبيد الله ابن زياد قبحه الله,  على رأس ألف فارس لصد الحسين رضي الله عنه ومضايقته, فلما كانت واقعة الطف التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه, تاب الحر وصار من ضمن أصحاب الحسين وقاتل بين يدي الحسين رضي الله عنه, حتى استشهد رحمه الله.

(3)  جاء الاسم في المصادر الشيعية (الغاذرية) بالغين بدل القاف.