نشاط البرقعي في قوجان وتعرضه للاعتقال وموقف أهل قوجان الأبطال.

((أذكر أني سافرت إلى (قوجان)(1) في أحد فصول الشتاء, فدعاني أهلها للإقامة في تلك المدينة أياما لإمامتهم وإلقاء المواعظ عليهم, وطلب مني الشيخ الموحد الفاضل (جلال الجلالي) بنفسه أن أبقى لإرشاد الناس, فلم أتعلل وقبلت دعوتهم.

وكنت أعظ الناس في الليالي على المنبر في مسجد ومدرسة (عوضيّة), فكان أهل المدينة يحضرون فيملئون المسجد والشوارع من حوله, وكنت أبين له فساد بعض خرافات الصوفية والعرفاء والدراويش, فلجأت الصوفية إلى (السافاك) ـ إدارة المخابرات ـ فجاء مسئول الشرطة وقت الظهر ونحن على سفرة الغداء فلم يتركني أكمل غدائي, وبكل وحشية وغضب حملتني سيارة الشرطة وذهبوا بي إلى إدارة السافاك.

رئيس الشرطة كان شابا جاهلا مغرورا, عندما دخلت سلّمت, فرد بكلام فاحش وأخذ يضربني.(2)

على كل حال كان هذا وضع الدولة المتسلطة على الرعية والضعاف.

نقلوني إلى مشهد, وأدخلوني إدارة الشرطة, وبت عندهم ليلة, وفي الصباح ذهبوا بي إلى رئس الشرطة, فقلت له: بهذا أنتم تنشرون سمعة سيئة عنكم بين الناس, فبسبب مبلغ يسير أعطته الصوفية في قوجان لرئيس إدارة الشرطة ـ ذلك الشاب الجاهل ـ تهينون عالما مجتهدا, وقد تبين لي أنهم لا يفهمون الكلام والمنطق, ويجب أن تعلموا أن تسلط الدولة خطر على الرعية.

الحقيقة أن الأمر قد اختلف مع رئيس المخابرات في مشهد, لأنه أخذ يناقشني بلين, فاعتقدت أنه رجل طيب, وأنه أحسن من رئيس المخابرات في قوجان, ولكن تبين لي أن السبب هو أن أهل قوجان لما سمعوا بإهانة مدير شرطة قوجان لي غضبوا وهبّوا دفعة واحدةً فعطلوا الأسواق, وأن جماعة كبيرة منهم جاءوا إلى مشهد لمناصرتي والوقوف معي, وهذا ما دفع رئيس مخابرات مشهد للين معي أخيرا.

على كل حال, في وقت الظهيرة أطلقوا سراحي, فخرجت من إدارة الشرطة فرأيت أهالي قوجان ينتظروني في الخارج, واستقبلوني استقبالا حارا.)) 

سوانح الأيام ص68-ص69

ــــــــــــــــــــ

(1)(قوجان) إحدى مدن محافظة خراسان (شمال شرق إيران) تبعد عن طهران نحو 700 كيلو متر.

(2)يتميز المنتسبون إلى أجهزة الأمن والشرطة الشيعة بقلة أدبهم وعدم احترامهم لكبير ولا رحمتهم لصغير, وحتى أيام حكم صدام للعراق يعرف الشيعة عنهم ذلك قبل سواهم, والجميع يعترف بالفرق بين منتسبي أجهزة الدولة الشيعة والسنة, فالشيعة يتميزون بوقاحتهم وقلة أدبهم ووحشيتهم وتعذيبهم للشيوخ والأطفال واغتصاب النساء, على عكس زملائهم في نفس أجهزة الدولة من أهل السنة الذين يتميزون بالرحمة في التعامل واحترام الناس. 

معمم شيعي يستعينُ بعليٍ رضي الله عنه, حتى أثناء الجماع.

((علمت أن أهل قوجان رجال ذوو غيرة وحميّة وشهامة.. ولكن مع الأسف فإن أغلب مشايخ منطقتهم جُهال.

وعلى سبيل المثال: أحد المشايخ هناك اسمه (غين علي) كان يقول لي: أنا كلما أريد أن أجامع زوجتي أجامع بحول وقوة عليّ عليه السلام!!!

وليعلم القارئ الكريم, أن هذا الشيخ الأحمق المشرك قد درس ثلاثين سنة في النجف, وأنه تخطى درس الخارج, فواأسفاه على رعية لها مثل هؤلاء الشيوخ))

سوانح الأيام ص69-ص70