تعرف البرقعي بالسيد مصطفى طباطبائي.

((جاء واعظهم وبدأ يمدحهم ويمجدهم, ثم أساء القول في خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فيهم كلاما فاحشا, وأخذ يتكلم كل ليلية عن ولاية علي عليه السلام, فتعجبت: هل في المسجد من ينكر ولاية علي عليه السلام؟! واستمر كل ليلة يعيد هذا الموضوع, عندها تدخلت وقلت له: يا سيد, كثير من شبابنا هذه الأيام بعيدون عن الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر, والأجدر بك أن تتكلم في هذه الأمور فهي أولى.

قال: أنا أتحدث في الموضوع الذي طلبه صاحب المجلس.

ذهبت إلى (الحاج حسين) وقلت: لا يوجد أحد هنا ينكر ولاية علي عليه السلام, حتى تأمر الواعظ أن يتحدث عن موضوع الولاية والخلفاء كل ليلة.

قال الحاج: مؤخرا تحول أحدهم إلى مذهب أهل السنة, فنحن بحاجة إلى الكلام عن هذا الموضوع.

قلت: من هذا الرجل؟ قال: السيد مصطفى.

قلت لا يوجد في حارتنا أحد يسمى بهذا الاسم.

قال: أنت لا تعرفه, إنه يسكن في (شمران).

قلت إن ما بين (حارة شمران) وحارتنا (شاهبور) مسافة بعيدة جدا, أذهبوا إلى شمران وكلموهم, ما ذنب أهل هذه الحارة؟!

في ذلك الوقت لم أكن أعرف (السيد مصطفى), وقد علمت بعد ذلك أنه شاب فاضل عاقل محقق يسكن في شمران وهو حفيد (آية الله العظمى ميرزا أحمد أشناني) وهو معروف بـ (السيد مصطفى حسيني الطبطبائي)[1], وهو بلا ريب يتولى علياً عليه السلام, بل يعد نفسه من أعظم المحبين الحقيقيين لعلي عليه السلام, ويرى أنه من الملتزمين بعقيدة علي عليه السلام ومنهجه, وعقيدته في علي عليه السلام: (أن عليا تابع للدين وليس أصلا للدين ولا من فروع الدين))    

سوانح الأيام ص60-ص61


[1] محمد حسيني الطبطبائي: دكتور معاصر من المهتمين بالدراسات القرآنية, ويعد من أبرز وجوه التصحيح في إيران, وأشهر كتبه (الخيانة في نقل التاريخ) وكتاب (حل مسألة الاختلاف بين الشيعة والسنة في مسألة الإمامة)